نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 21 صفحه : 41
أوصيك خيراً به فإن له ... خلائقاً لا أزال أحمدها
يدل ضيفي علي في ظلم الليل ... إذا النار نام موقدها
كان أبو دلف يشتو بالعراق، ويصيف بالجبال، فقال في ذلك: " من المتقارب "
إني امرؤ كسروي الفعال ... أصيف الجبال وأشتو العراقا
وألبس للحرب أثوابها ... وأعتنق الدارعين اعتناقا
فاختار بفضل رأيه وحزمه، وصحة قريحته أن يصيف في الجبال ليسلم من هوام العراق وذبابه، وغلظ هوائه، وسخونة مائه. ويشتو بالعراق ليسلم من زمهرير الجبال وأنديتها وثلوجها ورياحها، ولأن العراق في فصل الخريف والشتاء أفضل منه في الربيع والصيف.
قال أبو هفان: كان لأبي دلف العجلي جارية تسمى جنان، وكان يتعشقها، وكان لفرط فتونه وظرفه يسميها صديقتي، فمن قوله فيها: " من الوافر "
أحبك يا جنان وأنت مني ... مكان الروح من جسد الجبان
ولو أني أقول مكان روحي ... خشيت عليك بادرة الزمان
لإقدامي إذا ما الخيل كرت ... وهاب كماتها حر الطعان
ثم ماتت، فرثاها بمراث حسان.
قال أبو دلف: " من الخفيف "
عاقني عن وداعك الأشغال ... وهموم أتت علي طوال
حيث لا تدفع عن الضيم بالسي ... ف وما للحروب فيه مجال
ومقام العزيز في بلد الذل ... ل إذا أمكن الرحيل محال
فعليك السلام يا ظبية الكر ... خ أقمتم وحان مني ارتحال
نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 21 صفحه : 41