نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 21 صفحه : 211
يا رسول الله، أتزوج ابنة عمك مولاك؟ قالت: وجاءتني، فأعلمتني، فغضبت أشد من غضبها، وقلت أشد من قولها؛ فأنزل الله - عز وجل -: " وما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة " الآية. قالت: فأرسلت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أستغفر الله، وأطيع الله ورسوله، افعل يا رسول الله ما رأيت، فزوجني زيداً، فكنت أرزأ عليه، فشكاني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امسك عليك زوجك واتق الله "، فقال: يا رسول الله، أنا أطلقها، قالت، فطلقني، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد دخل على بيتي، وأنا مكشوفة الشعر، فعلمت أنه أمر من السماء، فقلت: يا رسول الله، بلا خطبة، ولا إشهاد؟ فقال: " الله المزوج، وجبريل الشاهد ".
قال حبيش بن الكميت بن المستهل بن الكميت بن زيد: وفد الكميت على يزيد بن عبد الملك، فدخل إليه يوماً وقد اشتريت له سلامة القس، فأدخلت إليه والكميت حاضر، فقال له: يا أبا المستهل، هذه جارية تباع، أفترى أن نبتاعها؟ قال: أي والله يا أمير المؤمنين، ولا أرى لها مثلاً في الدنيا، فلا تفوتنك، قال: فصفها لي في شعر حتى أقبل رأيك، فقال الكميت: " من الخفيف "
هي شمس النهار في الحسن إلا ... أنها فضلت بفتك الطراف
غضة بضة رخيم لعوب ... وعثة المتن شختة الأطراف
زانها دلها وثغر نقي ... وحديث مرتل غبر جاف
خلقت فوق منية المتمني ... فاقبل النصح يا بن عبد مناف
فضحك يزيد، وقال: قد قبلنا نصحك يا أبا المستهل، وأمر له بجائزة سنية.
نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 21 صفحه : 211