responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور    جلد : 21  صفحه : 207
عن الهيثم بن عمران قال: سمعت كلثوم بن عياض القشيري، وهو على منبر دمشق ليلي هشام وهو يقول: من آثر الله آثره الله، فرحم الله عبداً استعان بنعمته على طاعته، ولم يستعن بنعمته على معصيته؛ فإنه لا يأتي على صاحب الجنة ساعة إلا وهو مزاد صنفاً من النعيم لا يكون يعرفه، ولا يأتي على صاحب العذاب ساعة إلا وهو مستنكر لشيء من العذاب لم يكن يعرفه.
وقال: سمعت كلثوم بن عياض القشيري أمير دمشق، في آخر خلافة هشام بن عبد الملك يخطب يوم الجمعة هذه الخطبة: الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ة ومن يعصهما فقد غوى. أسأل الله ربنا ورب كل شيء يجعلنا وإياكم ممن يطيعه ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله. أوصيكم بتقوى الله، وإيثار طاعته، فأنه من آثر الله آثره الله، ومن عمل بأمر الله أرشده الله، ومن ترك ذلك لم يضرر إلا نفسه، ولم ينقص إلا حظه، ووجد الله غنياً حميداً. اتقوا الله، وصية الله في الأولين والآخرين من عباده، وأحق الوصايا أن يحافظ عليها، وينتفع بها وصية الله. قال الله - تبارك وتعالى -: " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنياً حميداً ". من أراد يدرك آخر ما رغب الله فيه، وينجو من أسوأ ما خوف الله منه، فليتق الله في السر والعلانية، فإن الله جعل العاقبة للمتقين، وليسمع وليطع، فإن الله يقول: " وإن تطيعوه تهتدوا ". وليذكر الله كثيراً، فإن الله جعل للذاكرين الله مغفرة وأجراً عظيماً. أسعد الناس بقضاء الله في الأمور كلها المؤمن؛ إن قضى الله فيما يوافق هواه حمد الله وشكر، فاستوجب على الله ما يجزي الصابرين. إن الله لم يدع لأحد عليه حجة؛ بين كل شيء على الخير، ويسره، وبين الشر وحذره. فلو أن أدناكم علماً أتى بما عنده أمة من الناس كفاراً، كثيراً عددهم، شديداً بأسهم، شديداً كفرهم، فأمرهم بما يعلم مما يحب الله، ونهاهم عما يعلم مما يكره الله، فأطاعوه دخلوا الجنة. أبصر

نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور    جلد : 21  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست