responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه نویسنده : الندوي، مسعود    جلد : 1  صفحه : 29
سبقت، ولكن حالة نجد- قلب الجزيرة العربية- كانت أسوأ وأسوأ. وأقل ما يمكن أن يقال إن أهل نجد كانوا قد جاوزوا الحد في الانحطاط الخلقي، فلم يكن عندهم أي اعتبار للخير والشر في مجتمعهم، وكانت العقائد الوثنية قد تمكنت في القلوب بمر القرون، حتى أن كثيرا من الناس كانوا يظنون هذه الخرافات نموذجا صحيحا للدين، وما كان عندهم أي استعداد للتزحزح عما وجدوا عليه آباءهم خطأ أو صوابا.
وفي الجبيلة (وادي حنيفة) ، كان يعبد قبر زيد بن الخطاب، وفي الدرعية كانت توجد بعض القبور والقباب، وتنسب إلى بعض الصحابة، وكانت مراكز للتعبد الجاهلي من الدهماء، وفي وادي غبيرة كانت قبة ضرار بن الأزور سوقا للبدع والأوهام. والقلم قاصر عن بيان ما كان يعمل الشباب والفتيات مع شجرة قديمة في بليدة الفداء، فقد كانت النساء العاقرات يباشرن هذه الشجرة لطلب الأولاد، وكان غار على مقربة من الدرعية ترتكب عنده أكبر الفواحش المخزية وهلم جرا[1].
كل هذا كان باسم الدين، والأشخاص المعدودون الذين كانوا يملكون بعض النصيب من الفقه والحديث، ما كانوا يجدون في أنفسهم قوة تحدوهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهل كانت أغلبية علماء نجد خارجة عن عداد علماء العالم الآخرين-!!
أما الحالة السياسية فقد كانت أفسد وأسوأ. كانت نار الحرب الأهلية متأججة في جميع أنحاء نجد. كان بنو خالد مسيطرين على شمالي نجد (جبل شمر) في قبيلة طي

[1] ورد ذكر البدع السائدة في نجد في جميع الكتب التي ألفت في تاريخه، ومن أراد التوسع فليراجع الكتب التالية:- 1- روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعدد غزوات ذوي الإسلام تأليف الشيخ حسين بن غنام (م 1225 هـ) ص: 7-16. 2- عنوان المجد في تاريخ نجد تأليف عثمان بن بشر النجدي (م 1288 هـ) ص: 6 وهذان الكتابان هما الأم والأصل في تاريخ نجد. 3- الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية لسليمان بن سحمان ص: 9- 47 وأيضا تبرئه الشيخين الإمامين له ص 161- 163. 4- arabia لفلبي ص: 4- 5. ومرجع فلبي وابن سحمان هو كتاب ابن غنام.
نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه نویسنده : الندوي، مسعود    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست