نام کتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نویسنده : ابن المِبْرَد جلد : 1 صفحه : 299
ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَّنْقَلِبُونَ} ، [الشعراء: 227] ، ثم بعث إلى عمر فدعاه فقال: "يا عمر أبغضك مبغض وأحبّك محب، وقل ما يُبْغض الخير ويحب الشّر".
قال: "فلا حاجة لي فيها"، قال: "ولكن لها بك حاجة، قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته، ورأيت إثرته أنفسنا على نفسه حتى إن كنا لنهدي لأهله فضل ما يأتينا منه، ورأيتني وصحبتني وإنما اتبعت أثر من كان قبلي، والله ما نمت فحكمت[1] ولا شبهت فتوهمت، وإن لعلى طريقي ما زغت، تعلم يا عمر إن لله حقاً في الليل لا يقبله في النهار - الكلام الذي تقدم -.
ثم قال: "إن أوّل ما أحذرك نفسك، وأحذرك الناس، فإنهم قد طمحت أبصارهم، وانتفخت أجوافهم، وإن لهم لحيرة عن زلة تكون، فإياك أن تكونه، وإنهم لم يزالوا خائفين لك فرقين[2] منك ما خفت الله وفرقته. هذه وصيتي وأقرأ عليك السلام"[3].
فائدة
يستحب للخليفة إذا استخلف شخصاً أن يوصيه بمصالح المسلمين وأمورهم، فإن لم يستخلف شخصاً استحب له أن يوصي من يستخلف بعده، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بما يفعله الخليفة بعده، من إجازة الوفد[4]، ونحو ذلك وأبو بكر أوصى كما تقدم.
وعمر رضي الله عنه قال: "أوصي الخليفة بعدي"، كما تأتي وصيته[5]، وذلك لأنه لم يستخلف فأوصى بهذه الوصية لمن وقعت الخلافة. والله أعلم. / [32 / أ] . [1] في المناقب: (فحملت) . [2] فرِق: إذا فزع من الشيء. (القاموس ص 1184) . [3] ابن الجوزي: مناقب ص 57-58، وهو مرسل؛ لأن أبا بكر لم يدرك وفاة الصديق، ولم يصرح بمن روى عنه. وفيه إسحاق بن إبراهيم لم أعثر له على ترجمة. [4] البخاري: الصحيح، كتاب الجزية 3/1156، رقم: 2997. [5] انظر: ص 957، 968.
نام کتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نویسنده : ابن المِبْرَد جلد : 1 صفحه : 299