نام کتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نویسنده : ابن المِبْرَد جلد : 1 صفحه : 20
ويلاحظ أن السلاطين الخمسة الأواخر الذين عاصرهم ابن عبد الهادي كانت نهايتهم هي القتل، فقد خلع الظاهر قانصوه، وقتل جانبلاط، وخنق العادل طومان باي، وقتل الأشرف قانصوه[1].
ولأجل هذه الفوضى السائدة بين المماليك وما يحصل بينهم من فتن واغتيالات شغلتهم عن رعيتهم، جعل الأعراب يغيرون على البلاد وبخاصة المدن كالقاهرة ودمشق وكانت علاقتهم في الغالب بالسلطان في القاهرة ونائب دمشق علاقة عداء أدت إلى حصول الكوارث والفتن. فقد ثار العرب من بني حرام وبني وائل في الشرقية فسير لهم السلطان تجريدة[2].
وهجموا على مدينة القاهرة حتى وصلوا إلى حي الحسينية ونهبوا الدكاكين وسلبوا أثواب الناس، واستمر الحال على ذلك من بعد صلاة العصر إلى المغرب فرجعوا من حيث جاءوا[3].
وفي سنة ست وتسع مئة (906هـ) زاد شرّهم وقطعوا الطريق على الحجاج والتجّار، حتى نودي في دمشق بالجهاد ضدهم، وفي السنة التي بعدها سنة سبع وتسع مئة (907هـ) وصلوا إلى أطراف دمشق ونهبوها، فخرج عليهم نائب دمشق ومعه مقدم البقاع ناصر الدين الحنش، ثم تتالت الهجمات عليهم، وهكذا كانت الحرب سجالاً ولم تحسم بأي حال[4].
وربما تكون هذه الثورات، والانتفاضات في أطراف القاهرة ودمشق أو في [1] المقريزي: الخطط 3/103-104، شاكر: التاريخ الإسلامي ص: 72، 73. [2] التجريدة: الفرقة من العسكر الخيالة دون الرجالة، والمقصود فيها سير الجنود على وجه السرعة دون أثقال أو حشد (معجم الألفاظ التاريخية، ص: 42) . [3] ابن إياس: بدائع الزهور ص: 435. [4] ابن طولون: مفاكهة الخلان 1/71، العلي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: 76.
نام کتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نویسنده : ابن المِبْرَد جلد : 1 صفحه : 20