أنا عبد المتعال أنا محمود بن عمر أنا علي بن الفرج أنا ابن أبي الدنيا به.
[6] "محمود" بن عمر الزمخشري المفسر النحوي صالح لكنه داعية إلى الاعتزال أجارنا الله فكن حذرا من كشافه انتهى قال الإمام أبو محمد بن أبي حمزة في شرح البخاري له لما ذكر قوما من العلماء يغلطون في أمور كثيرة قال ومنهم من يرى مطالعة كتاب الزمخشري ويؤثره على غيره من السادة كابن عطية ويسمى كتابه الكشاف تعظيما له قال والمناظر في الكشاف أن كان عارفا بدسائسه فلا يحل له أن ينظر فيه لأنه لا يأمن الغفلة فتسبق إليه تلك الدسائس وهو لا يشعر أو يحمل الجهال بنظره فيه على تعظيم وأيضا فهو مقدم مرجوحا على راجح المقالة أن المالف من أن يصير سواسيا للمعتزلي وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم لا تقولوا المنافق سيدا فإن ذلك يسخطه الله وإن كان غير عارف بدسائسه فلا يحل له النظر فيه لأن تلك الدسائس تسبق إليه وهو لا يشعر فيصير معتزليا مرجئا والله الموفق وقد كان الزمخشري في غاية المعرفة بفنون البلاغة وتصرف الكلام وكتابه أساس البلاغة من أحاسن الكتب وقد أجاد فيه وبين الحقيقة من المجاز في الألفاظ المستعملة أفرادا وتركيبا وكتابه الفائق في غريب الحديث من أنفس الكتب لجمعه المتفرق في مكان واحد مع حسن الاختصار وصحة النقل وله كتاب الفصل في النحو مشهور ورأيت له مصنفا في المشتبه في مجلد واحدا وفيه فوائد جليلة وأما التفسير فقد أولع الناس به وبحثوا عليه وبينوا دسائسه وأفردوها بالتصنيف ومن رسخت قدمه في السنة وقرأ طرفا من اختلاف المقالات انتفع بتفسيره ولم يضره ما يخشى من دسائسه وكانت وفاة الزمخشري عفى الله عنه سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة وعاش أحدى وسبعين سنة.