عدي يقال إنه يكنى أبا درع ثم اسند من طريق الصلت بن مسعود الجحدري قال كنت مع بن عيينة على الصفا ومعنا بن منادر فقال ابن منادر: ما أظرف مقرئكم قال كأنك تريد أبا نواس ما استظرفت من شعره.
يا قمرا أبصرت في ماتم
...
يندب شجوا بين إتراب
يبكي فيذري الدر من نرجس
...
ويلطم الورد بعناب
قال ابن عدي: وليس بن منادر من أصحاب الحديث وكان الغالب عليه المجون واللهو قال أبو الفرج الأصبهاني المبرد كان شاعرا فصيحا متقدما في العلم باللغة قد أخذ عنه أكثر الفقهاء وكان في أول امره يتأله ثم عدل عن ذلك وتهتك وخلع حتى نفي عن البصرة إلى الحجاز فمات هناك قال المبرد وك أن ابن منادر يقول: الشعر كما أريد حتى لو شئت أن لا أتكلم إلا بالشعر لفعلت وكان سبب تهتكه أنه أحب عبد المجيد بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وافرط في ذلك فلما مات عبد المجيد رثاه ثم تحول إلى مكة وكان يجالس سفي أن ابن عيينة فك أن ابن عيينة يسأله عن معاني الحديث فيخبره بها ويقول له سفيان كلام العرب آخذ بعضه بركاب بعض قال وكان إذا قيل له ابن منادر بفتح الميم يغضب ويقول إنما منادر كورة من كور الأهواز واسم أبي منادر بالضم على وزن مفاعل قال المبرد لما عدل بن منادر عن النسك وتهتك لامه المعتزلة ووعظوه فلم يتعظ وتوعدوه بالمكروه فلم ينزجر ومنعوه من دخول المسجد فباينهم وهجاهم وكان يأخذ المداد بالليل فيطرحه في مطاهرهم فإذا توضؤوا به اسودت وجوههم وقال أبو عثمان المازني أنه لما خرج إلى مكة واقام بها نسك وكان قوم يقولون عنه أنه جاوره وكان عبد المجيد يود بن منادر وكان أبوه لا ينكر عشرته به لأنه لم يكن بلغه عنه ريبة بل كان جميل الأمر عفيفا وقال ابن عمر بن شبة حدثني أبي