ثم النبوة ملازمة للعصمة ولا عصمة لغيرهم ولو بلغ في العلم والعمل ما بلغ والخبر عن الشيء يصدق ببعض أركانه وأهم مقاصده غير أنا لا نسوغ لأحد إطلاق هذا إلا بقرينة كقوله صلى الله عليه وآله وسلم الحج عرفة وإن كان عنى الحصر أي ليس هي إلا العلم والعمل فهذه زندقة وفلسفة مات سنة أربع وخمسين وثلاث مائة انتهى وقوله قال له النافي ساويت ربك بالشيء المعدوم إذ المعدوم لا حد له نازل فانا لا نسلم أن القول بعدم الحد يفضي إلى مساواته بالمعدوم بعد تحقق وجوده وقوله بدت من بن حبان هفوة طعنوا فيه لها إن أراد القصة الأولى التي صدر بها كلامه فليست هذه بهفوة والحق أن الحق مع بن حبان فيها وإن أراد الثانية فقد اعتذر هو عنها أولا فكيف يحكم عليه بأنه هفا ماذا إلا تعصب زائد على المتأولين وابن حبان قد كان صاحب فنون وذكاء مفرط وحفظ واسع إلى الغاية رحمه الله قال أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن مرة بن هدبة بن سعد التميمي الدارمي وساق نسبه إلى دارم ثم إلى تميم بن مر ثم إلى عدنان كان على قضاء سمرقند مدة طويلة وكان من فقهاء المدن وحفاظ الآثار والمشهورين في الأمصار والأقطار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم ألف السند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب الكثيرة في كل فن وفقه الناس بسمرقند وبنى له الأمير أبو المظفر الساماني صفة لأهل العلم خصوصا لأهل الحديث ثم تحول إلى بست ومات بها وقال الحاكم كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ من عقلاء الرجال ثم ذكر رحلته وتصانيفه فقال: خرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه وولي القضاء بسمرقند ونسا وغيرها من مدن خراسان ودخل نيسابور مرتين وبنى الخانقاه وقرئت عليه جملة مصنفاته وكانت