الدنيا طير طرأ على أهل بغداد وحدث بقلة حياء بعد الثلاث مائة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فافتضح بذلك وكذبه النقادون روى عنه المفيد وغيره قال الخطيب علماء النقل لا يثبتون قوله ومات سنة سبع وعشرين وثلاث مائة قال المفيد سمعته يقول ولدت في خلافة الصديق وأخذت لعلي بركات بغلته أيام صفين وذكر قصة طويلة انتهى
والقصة المذكرة وقعت لنا من رواية أبي نعيم الأصبهاني وغيره عن المفيد وهو محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب أحد الضعفاء قال سمعت أبا الدنيا المعمر الأشج يقول وسألت بعض من معه من أصحابه عن اسمه فقال يكنى أبا عمرو عثمان بن عبد الله بن عوام البلوي من مدينة بالمغرب يقال لها طنجة وأخبرني عبد الله ابن علي أنه حج سنة عشر وثلاث مائة وحج فيها نصر العشوري المقتدري فدخل الميدنة وفيها حجاج مصر مع أبي بكر المادراني ومعه هذا الشيخ فنزل على بعض بني طاهر بن الحسن العلوي فاجتمع عليه أهل الموسم من بغداد وخراسان وغيرهم فازدحموا ازدحاما شديدا فأخذه الذي نزل عليه فأدخله منزله والناس يكنونه أبا الحسن ويسمونه علي بن عثمان وأن أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه كناه بأبي الدنيا لعلمه أنه يطول عمره لأنه ممن بشر بطول العمر قال فحدثنا أبو الدنيا سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها قال وسمعت عليا يقول سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أحبب حبيبك هونا" ما الحديث وذكر ثلاثة عشر حديثا معروفة من رواية غيره قلت وذكره ابن عتاب في فهرسته عن أبي عمر والداني عن عبد الرحمن بن عثمان القشيري عن تميم بن محمد التميمي قال حدثنا المعمر على بن عثمان بن الخطاب سنة إحدى عشرة وثلاث مائة باالقيروان وقال لنا في هذه السنة أنا ابن ثلاث مائة