responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ نویسنده : ابن فهد    جلد : 1  صفحه : 199
تعالى فادع إن كان ما قالوه حقا أن يأخذ سبحانه مني أخذه من أعدائه وإن كان محض الزورأن يعوضني ما اقتضاه فضله وإحسانه فهكذا كنت أدعو على فلان وسماه هو عبد الرحمن الحداد كان يؤذيه ويسعى في أذيته عند الملك فرد الله تعالى كيده في نحره وسلط عليه جور وسمل عينيه وأحوجه الله تبارك وتعالى إليه وصار في بيته عوله عليه فسبحان المعز المذل اللهم أنت الحكم بين البرايا والعدل في القضايا إلى أن قال: ووالله ما مضى لأقل العبيد زمان أضيف من هذا الزمان بالنسبة إلى نفقة المعتاد وما مضى والله ولله الحمد وقت القلب فيه أشرح والنفس فيه أقنع من هذا الوقت فوالله ما للعبد سعادة أسعد من حاجته إلى ربه ولا حال أفضل من الحال الذي اختاره صاحب الشرع -صلوات الله وسلامه عليه- في قوله -صلى الله عليه وسلم- "أجوع يوما وأشبع يوما" عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله:
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا ... يحتاج فيه إلى الأنصار والخول
ولو لم يكن في ذلك إلا حصول الحرية من الحاجة إلى زيد وعمرو وإنزال الحاجة بالمخلوق الذي ليس في يده مثقال ذرة من الأمر ولله در السيد الخليل أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي -رضي الله عنه- حيث يقول في طلب الرجل الحاجة من أخيه فتنة؛ فإنه إن أعطي حمد من لا يعطيه وإن منع ذم إلى من لم يمنعه، إشارة إلى حقيقة التوحيد فنسأل الله تعالى أن يلحقنا به عرفه فاستغنى به وعرف الخلق فعذرهم وأعظم ما يتمحص منه الخاطر قول العدو: فعل فلان وقال فلان، وصدر منه مما لم يعلم الله سبحانه وتعالى مثقال ذرة، ووقوع الإنسان بين غدر جاهل وعاقل مضاغن وما والله يؤانسني إلا أني كلما تأثر الخاطر من عظيم ما أسمع استحضرت إطلاع الله عز وجل على البراءة من مثقال الذرة من ذلك وأستحضر قوله -صلى الله عليه وسلم: "ألا تنظرون كيف يوقع الله عز وجل شتم قريش ولعنهم يلعنون مذمما ويشتمون مذمما وأنا محمد" -صلى الله عليه وسلم- إشارة إلى أن الذم يتعلق بالصفة لا بالمنسوب إليه إذا عري عن تلك الصفة.
ومنها جواب كتاب كتبه إليه يعتب على بعض أصحابه ويشكوه إليه من أمر أمر الله تعالى فيه فلم ينهض بقضائه فكمل من جملة ما كتب به أن قال: رأيت لبعض علماء الأولياء وأولياء العلماء في قوله -صلى الله عليه وسلم: "أطيب ما أكل الرجل من كسب يده" أن كسب يده أن بيضت وجهه ويرفع يديه إلى الله عز وجل في حوائجه بشيء ثم قال: فهذا الكسب هو حاصل أموالنا ونطلب الذي لا يغيض ولا يزال يفيض إن شاء الله تعالى فاعتمدوه أكثر من عادتكم تقبل الله تعالى منكم في الدنيا والآخرة انتهى، وهو أبقاه الله تعالى من الفقهاء المعتبرين بالقطر اليماني والمنفردين بالحفظ به الآن بالإجماع والمرجع إليه به في هذا الفن عند النزاع فالله تعالى يبقيه ويكفيه الأسواء ويقيه، انتقل بالوفاة إلى رحمة الله تعالى في ليلة

نام کتاب : لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ نویسنده : ابن فهد    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست