وقال ابن رواحة الحموي «1» :
لاموا عليك وما دروا ... أن الهوى سبب السعادة
إن كان وصلا فالمنى ... أو كان هجرا فالشهادة
ثم إنه عكس هذا المعنى بقوله أيضا:
يا قلب دع عنك الهوى واسترح ... ما أنت منه حائز «2» أمرا
أضعت دنياي بهجر إنه ... إن نلت وصلا ضاع في الإجرا
وقال آخر:
خليلي هل أخبرتما أو سمعتما ... بأن قتيل الغانيات شهيد
فقلت أنا كأني حاضر أخاطبه:
نعم سمعنا أن من كتم الهوى ... وعف إلى أن مات وهو شهيد
فخذ عني مقال أنت منه ... «3» ... فذلك ما قد كنت منه تحيد
شتان الذين يرون ركب ... «4» ... به كل يوم سائق وشهيد
يطوفون بالأحباب خلف «5» بيوتهم ... فمنهم قيام حولها وقعود
يعومون في بحر المدامع عندما ... تميل بها سفن الهوى وتميد
أبكي دون العام من عام.... «6» ... وقد جد جدا للبكاء لبيد
انتهى كلامه