ويطالب الفقيه بمستند وظيفته فإذا أحضره إليه لا يعبأ به، وخرج إليه فقهاء العصرونية ومعهم نقيب الأشراف عفيف الدين وهو جالس في طيارة القلعة فلما شاهدهم أعرض عنهم ونظر إلى الخندق فسلموا عليه فلم يرد عليهم فقاموا من عنده وقد حصل لهم من الخجل ما لا يوصف.
ثم إنه في يوم الأحد/ (32 ظ) م. حادي عشري الشهر أرسل جماعة من القلعة ليأخذ ما غرما من بيت القاضي الحنبلي ابن مفلح فلما يمكنوا من ذلك فلما كان يوم الاثنين ثاني عشرين حضر الفقهاء مع من حضر من القضاة بدار العدل وطلبوه في دعوى شرعية فاستمهل إلى غد فلما كان في غد اجتمع الفقهاء بالجامع والعامة معهم وصعد الناس إلى المنارة وكبروا عليه وقرؤوا القرآن العظيم. واجتمع القضاة ببيت القاضي الحنفي وأرسلوا خلفه فلم ينزل إليهم فحضر القاضي الحنبلي ابن مفلح والقاضي يعقوب المالكي وأبو جعفر ابن العجمي إلى الجامع وكان نائبا عن الحمصي والحمصي إذ ذلك لم يحضر إلى حلب فبيناهم كذلك إذ قام مدع شرعي بأنه ضرب شخصا فقال المضروب أنا في جيرة محمد صلى الله عليه وسلم: فقال: لا أزال أضربك حتى يجيء محمد فيخلصك. وأنه قال له شخص من الفقهاء نقرأ لك القرآن ونجعله في صحيفتك فقال لا حاجة لي بقرآنكم بالنون وغير ذلك.
وحضرت عليه بينة وهم ابن فرعون وغيره كالتاج «1» والكركي فشهد أنه يلفظ بذلك قبله هذا المجلس بأيام وكتبوا عليه محضرا بذلك ثم أغلقوا باب الجامع وذهب القضاة والفقهاء إلى دار العدل، وأحضروا بعض البينة وأرسل الكافل وهو الحمزاوي إليه فأبى عن الحضور وكتب شاهين المذكور أحمد بن أبي سواده ليس هو منهم إنما هو من أولاد مماليكهم فلما وصل بين يدي السلطان شق أثوابه، وقال له: أدرك حلب