ولها منارة محكمة قصيرة. وعليها كتابة كوفية لا أدري ما هي «1» (!)
«المدرسة الشرفية الشافعية» :
أنشأها الشيخ الإمام شرف الدين أبو طالب عبد الرحمن بن العجمي- وترجمته مع أقاربه- وأصرف على عمارتها ما ينيف على أربعمائة ألف؛ كذا قال ابن شداد «2» وكان بشماليتها قبل فتنة تمر صندوق من الخشب ذكر أقارب واقفها أنه لأجل آلة العمارة «3» .
وبعضهم يقول: ملأه دراهم وأصرفها في عمارتها وبالغ بعضهم فقال: أنفق ملأه دراهم برسم مونة لطعام الفعول.
وأخوه الشيخ شمس الدين جدي كان يحسن الكيمياء. ويدفع لأخيه ليعمر بها؛ كما سيأتي في الشمسية.
وهذه المدرسة عظيمة؛ قال الذهبي فيها: وهي حسنة مليحة. وهي في غاية الارتفاع، وحسن البناء والصنعة. فالبوابة لم ينسج على منوالها وإيوانها فرد في بابه، ومحرابها غاية في الجودة، ورخام أرضها محكم، وبركتها من أعاجيب الدنيا؛ (51 و) ف عشرة أحجار لا يهتدى إلى تركيبها إلا الحذاق. وعمقها الآن قامة وبسطة وقيل: كانت أعمق من ذلك.
وببركة واقفها وقع بها أناس ولم يغرق منهم أحد وضرب «4» صاحبها التتار فيها.
والحجر الأصفر الشمالي منها رؤي النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عليه. وكان والدي لا يصعد فوقه. بل يغسله. ويتوضأ إلى جانبه.