responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلائد العقيان نویسنده : الفتح بن خاقان، أبو محمد    جلد : 1  صفحه : 92
تسمعه، فلما برا في ذلك وراش، ورأيه قد فال وطاش، إذا برسول صاحبها قد وافاه يعلمه أن البلد بلده، وأن ماله فيها إلا أهله ولده، وأنهى إليه رغبته في الكون عنده، وأن يطلع معه عبيدة المختصين به وجنده، فطار إليه في الحين، وسار بزعمه إلى راح ورياحين، فكانت راحه قيداً لا يدعه يبرح، وريحانه أوهاماً تجرح النفس وتقرح، ما كان إلا أن تجاوزوا ذلك المعقل، الذي لم يعقل أن له معتقل، حتى حيز منه أصحابه وتقسموا في كل باب، ووسموا بسن أو ذباب، فلما وصل إليه أوثقه بمثقل الحديد، وعوضه بصلصلته من البسيط والمديد، فلما أصبح كتب إلى رؤساء الأندلس يسوه، وقد علم أن ما منهم إلا يتشوقه وفي ذلك يقول: سريع

أصبحت في السوق ينادوا على ... رأسي بأنواع من المال
والله لا جار على نقده ... من ضمني بالثمن الغالي
وفي مدة اعتقاله إياه، لم يثن عنه حمياه، ولا منعه ممن يريد مطالعته ولقياه، وأباح له الاستراحة إلى أخدانه، وأراح خاطره في مضمار القول وميادينه، فجاء بما أعجز، وأطال عنان الإحسان وهو قد أوجز، فمن بدع ذلك ما طالع به أبا الفضل ابن حسداي يصف موضعه المعتقل فيه: كامل

أدرك أخاك ولو بقافية ... كالظل يوقظ نائم الزهر
فلقد تقاذفت الركاب به ... في غير مرماة ولا بحر
طفحت صحابته بلا سنة ... وتساقطوا سكرا بلا خمر
بمعارج أدت إلى جرد ... حتى من الأنواء والقطر
عال كأم الجن غذ مرت ... جعلته مرقاة إلى النسر
وحش تناكرت الوجوه به ... حتى استربت بصفحة البدر
قصر تمهد بين خافقتي ... نسرين من فلك ومن وكر
متحير سال الوقار على ... عطفيه من كبر ومن كبر
ملكت عنان الريح راحته ... فجيادها من تحته تجري
ماوى العزيز وقد نصحت فإن ... مهل فقد أبليت في العذر
ووصلت خدمة قاطع سببي ... وأطعت أمر مضيع أمري
دع ذا وصلنا غير مؤتمر ... مستأثراً بالحمد والشكر
واكتب إلينا أنها ليد ... تمحو الذي كتبت يد الدهر

نام کتاب : قلائد العقيان نویسنده : الفتح بن خاقان، أبو محمد    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست