زمان نقضي غير ذكر معاهد ... يسوم حصاة القلب أن يتصدعا
تحولت عنه لا اختيار وربما ... وجعت على طول التلذذ أخدعا
ومن لي ببرد الريح من أبرق الحمى ... وريا الخزاما من أجارع لعلعا
وقد فات ذاك العهد لا تذكرا ... لو أني على ظهر المطي توجعا
وكنت جليد القلب والشمل جامع ... فما انقص حتى حان فارض أدمعا
وبلّت نجادي عبرة مستهله ... أكفكف عنا بالبنان تصنعا
وأني وعيني بالظلام كحيلة ... لآبي لجنبي أن يلائم مضجعا
وابأي بنفسي أن أرى الصبح أبيضا ... بعين ترى ربع الشبيبة بلقعا
كأني لم أذهب مع اللهو ليلة ... ولم أتعاط البابلي المشعشعا
ولم أتخايل بين ظل لسرحة ... وسجع لغريد وماء بأجرعا
ولم أرمِ عاما لي بازرق صايب ... وأبيض بسام وأسمر اصلعا
وأبلق خوار العنان مطهم ... طويل الشوى والشأو أقود أتلعا
جرى وجرى البرق اليماني عشية ... فابطأ عنه البرق عجزا وأسرعا
كان سحابا اسحما تحت لبده ... تضاحك عن برق سرى فتصدعا
وحسب الأعادي منه أن يزجروا به ... مغيراً عرابا صبح الحي أبقعا
كان على عطيفة من خلع السرى ... قميص ظلام بالصباح مرقعا
ركضت به بحراً تدفق مائجا ... وأقبلت أم الرال نكباء زعزعا
يولل من أذن فأذن تشوفا ... إلى صرخة من هاتف وتطلعا
كان له من عامل الرمح هاديا ... منيعا ومن ذلق الأسنة مسمعا
ولما انتحى ذكر الأمير استخفه ... فخفض من لحن الصهيل ورفعا
حنينا إلى الملك الأعز مرددا ... وشجوا على المسرى القصي مرجعا
فعن حب أبراهيم أعرب صاهلا ... وفي نصر ابراهيم كر تشيعا
أمام يباهي الحمد وشيا مذهبا ... به وبراس المجد تاجا مرصعا
عشيت به أندى من المرن راحة ... وأطيب أفياء وأمرع مربعا
طمى الجود في يمناه بحراً وربما ... تدفق في أرجائه فتدفعا
وأغدا نداه الغيث فانهل واكفا ... وحسبك من سقياء أن أسجما معا
فربّ حديث عن علاه سمعته ... وما طاير البشرى بأحسن مسمعا