الغاية شفوفاً، ولا برح مكانك بالآمال محفوفاً، بعزة الله، وله يراجع الأستاذ أبا محمد بن جوشن على شعر كتب به إليه وتضمن غزلاً في أول القصيدة فحذا حذوه: طويل
حلفت بثغر قد حمى ريقه العذبا ... وسل عليه من لواحظه عضبا
وفرحة لقيا أذهبت ترحه النوى ... وعتبي حبيب هاجر أعقبت عتبا
لقد هزّ عطفي بالقريض ابن جوشن ... سرورا كما هزّت صبا غصنا رطبا
كساني ارتياح الراح حتى حسبتني ... حليف بعاد نال من حبّه قربا
وأطربني حتى دعاني الورى فتى ... وقالوا كبير بعد كبرته شبّا
كأنّ المثاني والمثالث هيّجت ... سروري ولم أسمع غناء ولا ضربا
فيا مزمع الترحال قل لابن جوشن ... مقال محبّ لم يشب جدّه لعبا
أمهدي سجاياه إليّ وناظما ... إلى الشهب عقدا راقني نظمه عجبا
وما خلت أهداء الشمائل ممكنا ... لمهد وأنّ الدهر ينتظم الشهبا
فهل نال عبد الله من سرّبابل ... نصيبا فأربى أوحوى الدهى والأربا
لهينك فضل حزت من خصله المدى ... ونظم بديع قد غدوت له ربّا
وهاك سلاما صادرا عن مودّة ... عمرت بها منّى الجوانح والقلبا
وله في الزهد من لزوم ما لا يلزم. طويل
أمرت إلاهي بالمكارم كلّها ... ولم ترضها إلاّ وأنت لها أهلُ
فقلت اصفحوا عمّن ساء إليكمُ ... وعودوا بحلم منكمُ إن بدا جهلُ
فهل لجهول خاف صعب ذنوبه ... لديك أمان منك أو جانب سهلُ
وله في التوحيد والرد من قال بغيره: طويل
إلاهي إنّي شاكر لك حامد ... وإنّي لساع في رضاك وجاهدُ
وإنّك مهما زلّت النعل بالفتى ... على العائد التوّاب العفو عائد
تباعدت مجدا وأدنيت تعطّفا ... وحلما فأنت المدني المتباعدُ
ومالي على شيء سواك معوّل ... إذا دهمتني المعضلات الشدائدُ
أغيرك أدعو لي الاها وخالقا ... وقد أوضح البرهان أنّك واحدُ
وقدما دعا قوم سواك فلم يقم ... على ذاك برهان ولا لاح شاهدّ