نام کتاب : فوات الوفيات نویسنده : ابن شاكر الكتبي جلد : 2 صفحه : 147
208 - (1)
المعتضد عباد
عباد بن إسماعيل بن عباد، المعتضد أبو عمرو صاحب إشبيلية وابن قاضيها، أبو القاسم، لما توفي أبوه تولى [2] المعتضد بعده، وهو أبو المعتمد، وكان شهماً صارماً وخوطب بأمير المؤمنين، دانت له الملوك؛ اتخذ خشباً في قصره وجللها برؤوس ملوك وأعيان ومقدمين، وكان تشبه بأبي جعفر المنصور. وكان ابنه ولي عهده إسماعيل قد هم بقبضه، فلم يتم له ذلك، وضرب أبوه [3] عنقه، وطالت أيامه إلى أن توفي في شهر رجب سنة أربع وستين وأربعمائة؛ يقال إن ملك الإفرنج سمه في ثياب بعثها إليه.
قال فيه الحجاري: وهذا الرؤوف العطوف، الدمث الأخلاق الألوف، ما مات حتى قبض أرواح ندمائه وخواصه بيده، ولم يكلهم إلى غيره، ولم يحوجهم إلى أحد بعده، فجزي عنهم بما هو أهله، وكان قد عرف منه ذلك واشتهر، فصار الأدباء يتحامونه.
ولما وفد أبو عبد الله ابن شرف القيرواني على الأندلس تطلعت إليه همم ملوكها لبعد صيته، فكان ممن استدعاه المعتضد بن عباد، وكان ابن شرف قد امتلأت مسامعه من أخباره الشنيعة، فجاوبه بقوله:
(1) الصواب في اسمه: عباد بن محمد بن إسماعيل؛ انظر البيان المغرب 3: 204 - 285 وتاريخ بني عباد (من جمع دوزي) والمعجب: 151 وما بعدها والشذرات 3: 316 والحلة السيراء 2: 39 والذخيرة (القسم الثاني) . [2] زيادة لازمة، او ما هو بمعناها. [3] ص: أبيه.
نام کتاب : فوات الوفيات نویسنده : ابن شاكر الكتبي جلد : 2 صفحه : 147