وهؤلاء الستة الذين ذكرناهم أصحاب عبد الله بن مسعود. قال سعيد بن جبير: كان أصحاب عبد الله سرج هذه القرية، وقال فيهم الشاعر:
وابن مسعود الذي سرج القرية أصحابه ذوو الأحلام
وله جماعة من غير هؤلاء من الأصحاب قال الشعبي: ما كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفقه صاحباً من عبد الله بن مسعود. وقال إبراهيم التيمي: كان فينا ستون شيخاً من أصحاب عبد الله.
ثم انتقل الفقه إلى طبقة أخرى:
منهم أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي
: من همدان، ولد لست سنين خلت من خلافة عثمان ومات سنة أربع ومائة، وقيل سنة سبع ومائة، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وروي أن ابن عمر مر به وهو يحدث بالمغازي فقال: شهدت القوم وأنه علم بها مني. وقال ابن سيرين لأبي بكر الهذلي: الزم الشعبي فلقد رأيته يستفتي وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالكوفة. وقال أبو حصين: ما رأيت أعلم من الشعبي، قلت: ولا شريح؟ قال: تريد أن أكذب؟ ما رأيت أعلم من الشعبي. وقال مكحول: ما رأيت أحداً أعلم بسنة ماضية من عامر الشعبي.
وقال الزهري: العلماء أربعة: سعيد بن المسيب بالمدينة وعامر الشعبي بالكوفة والحسن بن أبي الحسن البصري بالبصرة ومكحول بالشام. وقال أشعث بن سوار: نعى إلينا الحسن البصري الشعبي فقال: كان والله فيما علمت كثير العلم عظيم الحلم قديم السلم [1] ، من الإسلام بمكان. [1] في هامش ع: الشرف.