ومنهم أبو مسلم ويقال أبو عمرو
عبيدة بن عمرو [1] السلماني المرادي الهمداني
: اسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولم يره ومات سنة اثنتين وسبعين. وقال أبو إسحاق: كان يقال: ليس بالكوفة أعلم بالفريضة من عبيدة والحارث الأعور. وكان عبيدة يجلس في المسجد، فإذا ورد على شريح [2] فريضة فيها حد رفعها إلى عبيدة ففرض.
ومنهم أبو أمية
شريح بن الحارث القاضي
: قال المدائني: مات سنة اثنتين وثمانين، قال الأشعث: مات وهو ابن مائة وعشرين سنة. وروي أن علياً عليه السلام قال: اجمعوا لي القراء، فاجتمعوا في رحبة المسجد، قال: إني أوشك أن أفارقكم، فجعل يسائلهم [3] : ما تقولون في كذا، ما تقولون في كذا، وبقي شريح فجعل يسائله فلما فرغ قال: اذهب، فأنت من أفضل الناس أو من أفضل العرب، وقيل إنه استقضاه عمر على القضاء بالكوفة وبقي في القضاء خمساً وسبعين سنة ثم استعفى الحجاج فأعفاه.
ومنهم الحارث الأعور
: قال أبو إسحاق: ليس بالكوفة أحد أعلم بفريضة من عبيدة والحارث الأعور. وقال ابن سيرين: أدركت الكوفة وبها أربعة ممن يعد بالفقه، فمن بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث وعلقمة الثالث وشريح الرابع؛ قال ابن سيرين: وإن أربعة أخسهم [4] شريح لخيار. [1] عند ابن سعد: عبيدة بن قيس. [2] زاد في ط: ابن الحارث القاضي. [3] ط: يسألهم. [4] ط: آخرهم.