ذكر فقهاء الصحابة رضي الله عنهم
اعلم أن أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين صحبوه ولازموه كانوا فقهاء، وذلك أن طرق [1] الفقه في حق الصحابة خطاب الله تعالى وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم وما عقل منهما، وأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عقل منها؛ فخطاب الله عز وجل هو القرآن، وقد أنزل ذلك بلغتهم وعلى أسباب عرفوها وقصص كانوا فيها، فعرفوا مسطوره ومفهومه ومنصوصه ومعقوله، ولهذا قال أبو عبيدة في كتاب المجاز [2] : لم ننقل [3] أن أحداً من الصحابة رجع في معرفة شيء من القرآن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتهم يعرفون معناه ويفهمون منطوقه وفحواه وأفعاله التي [4] فعلها من العبادات والمعاملات والسير والسياسات، وقد شاهدوا [5] ذلك كله وعرفوه وتكرر عليهم وتبحروه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم؛ ولأن من نظر فيما نقلوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقواله [1] ط: طريق. [2] مجاز القرآن (1: 8) : فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألوا عن معانيه. [3] ط: ينقل. [4] ط: هي التي. [5] ط: شهدوا.