ومنهم
أبو الهذيل زفر بن الهذيل العنبري (1)
: ولد سنة عشر ومائة، ومات سنة ثمان وخمسين ومائة وله ثمان وأربعون سنة. وكان قد جمع بين العلم والعبادة، وكان من أصحاب الحديث ثم غلب عليه الرأي، وهو قياس [2] أصحاب أبي حنيفة.
ومنهم
داود الطائي (3)
: كان من أصحاب أبي حنيفة ثم غلب عليه الزهد فاشتغل به.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني (4)
: مولى لبني شيبان، مات بالري سنة سبع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة. حضر مجلس أبي حنيفة سنتين ثم تفقه على أبي يوسف، وصنف الكتب الكثيرة ونشر علم أبي حنيفة.
قال الشافعي رحمه الله: حملت من علم محمد وقر بعير [5] . وقال الشافعي: ما رأيت أحداً يسأل عن مسألة فيها نظر إلا تبينت في وجهه الكراهة إلا محمد بن الحسن. وروى الربيع بن سليمان قال: كتب الشافعي إلى محمد بن الحسن وقد طلب منه كتبه لينسخها فأخرها عنه فكتب إليه [6] :
(1) الجواهر المضية 1: 243 والفهرست: 202 وعبر الذهبي 1: 229. [2] ط: أقيس.
(3) الجواهر المضية 1: 239 وابن خلكان 2: 29، وتوفي داود سنة 162 أو 160.
(4) الجواهر المضية 2: 42 والفهرست: 203 وفيه أنه توفي سنة تسع وثمانين، وانظر ابن خلكان 3: 324 وعبر الذهبي 1: 302. [5] عبر الذهبي: وقر بختي. [6] انظر ترتيب المدارك 1: 394 والجواهر وابن خلكان؛ وقال ابن خلكان: ورأيت هذه الأبيات في ديوان منصور بن إسماعيل الفقيه المصري.