نام کتاب : طبقات الشعراء نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 216
كفى حزناً أن الجواد مقتر ... عليه ولا معروف عند بخيل
سأبغي الغنى إما نديم خليفة ... يقيم سواء، أو مخيف سبيل
بكل فتى لا يستطار جنانه ... إذا نوه الزحفان باسم قتيل
ليخمس مال الله في كل فاجر ... وذي بطنة للطيبات أكول
أم تر أن المال عون على الندى ... وليس جواد معدم كبخيل
قال: قاتله الله ما أشعره، يا غلام: أثبتها. ثم قال: أما والله لولا قاله الناس فيه ما فارقني، ولكن إذا فكرت فيه وجدت الرجل ماجناً خليعاً متهتكاً ألوفاً لحانات الخمارين فأترك نفعه لضره. فقلت: أصلح الله الوزير إنه مع ذلك بمكان من الأدب، ولقد جالسته في مجالس كثيرة، قد ضمت ذوي فنون من الأدباء والعلماء، فما تجاروا في شيء من فنونهم إلا جاراهم فيه، ثم برز عليهم، وهو من الشعر بالمحل الذي قد علمته، أليس هو القائل:
ذكرتم من الترحال يوماً فغمنا ... فلو قد فعلتم صبح الموت بعضنا
زعمتم بأن البين يحزنكم. نعم ... سيحزنكم حزناً ولا مثل حزننا
تعالوا نقارعكم ليحقق عندكم ... من أشجى قلوباً أم من أسخن أعينا
أطال قصير الليل يا رحم عندكم؟ ... فإن قصير الليل قد طال عندنا
ومن يعرف الليل الطويل وهمه ... من الناس إلا من تنجم أو أنا
خليون من أوجاعنا يعذلوننا ... يقولون: لو لم يعب بالحب لانثني
يقومون في الأقوام يحكون فعلنا ... سفاهة أحلام وسخرية بنا
فلو شاء ربي لابتلاهم بمثل ما اب ... تلانا فكانوا لا علينا ولا لنا
سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... هواك لعل الفضل يجمع بيننا
نام کتاب : طبقات الشعراء نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 216