responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طبقات الشافعية الكبرى نویسنده : السبكي، تاج الدين    جلد : 6  صفحه : 282
فَمن أَيْن يَسْتَحِيل أَن يكون لنظم الْكَلِمَات الإلهية فِي الْفَاتِحَة مَعَ الْجمع بَين أَعمال جَمِيع الْمَلَائِكَة من الْقيام وَالرُّكُوع وَالسُّجُود وَالْقعُود فَإِن كل وَاحِد عمل صنف وَاحِد من الْمَلَائِكَة خاصية فِي النجَاة الأخروية أَو فِي حفظ دَرَجَة الْكَمَال والقرب أَو دفع المهلكات الْبَاطِنَة الَّتِي تلدغ فِي الْقلب لدغا أَشد من لدغ الْحَيَّات والعقارب أَو مُؤثر فِي سَعَادَة الْآدَمِيّ بِوَجْه آخر من الْوُجُوه يقصر الْعقل عَن إِدْرَاكه فَمن لم يُؤمن بِإِمْكَان هَذَا فَهُوَ عديم الْإِيمَان وَالْعقل جَمِيعًا
مَسْأَلَة
أما قَوْله الْمَقْصُود الْمعرفَة والاستواء على طَرِيق السّير إِلَى الله تَعَالَى فقد اسْتَوَى هَذَا السالك على الطَّرِيق وَعرف الله تَعَالَى وَكَانَ التَّكْلِيف وَسِيلَة الْوُصُول لَهُ إِلَى هَذَا الْمَقْصُود وَقد وصل وَاسْتغْنى عَن الْوَسِيلَة والمرشد وَإِن احْتَاجَ فقد توفّي المرشد وَتعذر مُرَاجعَته
فَهَذَا أَيْضا يفهم جَوَابه مِمَّا سبق لِأَن جَمِيع ذَلِك صادر عَن ظَنّه أَن مَا لَيْسَ حَاصِلا فِي علمه فَلَيْسَ حَاصِلا فِي نَفسه وَهُوَ كعجوز ظنت أَن مَا تخلوا عَنهُ حُجْرَتهَا تَخْلُو عَنهُ خزانَة الْملك ومملكته وكنملة ظنت أَنه لَيْسَ فِي الْعَالم إِلَّا سقف بَيتهَا وَلَا أَرض إِلَّا عَرصَة بَيتهَا وَهَذَا جهل عَظِيم فَإِن جَمِيع مَا وصل إِلَيْهِ الْأَوْلِيَاء بِالْإِضَافَة إِلَى مقدورات الله تَعَالَى أقل من قَطْرَة فِي بَحر
وَإِن سلم لَهُ وُصُول دَرَجَة الْكَمَال فَيجوز أَن تكون صُورَة الصَّلَوَات الْخمس بطرِيق الخاصية سَببا للترقي إِلَى دَرَجَات الْكَمَال الَّتِي لَا نِهَايَة لَهَا أَو يكون سَببا

نام کتاب : طبقات الشافعية الكبرى نویسنده : السبكي، تاج الدين    جلد : 6  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست