نام کتاب : طبقات الحنابلة نویسنده : ابن أبي يعلى جلد : 1 صفحه : 372
تصديق ذلك ترى الخراساني يقدم من خراسان حاجا يسبق الإمام إذا صلّى معه وترى الشامي كذلك والإفريقي والحجازي وغيرهم كذلك قد غلبت عليهم المسابقة وأعجب من ذلك أقوام يسبقون إلى الفضل ويبكرون إلى الجمعة طلبا للفضل في التبكير ومنافسة فيه فربما صلى أحدهم الفجر بالمسجد الجامع حرصا عَلَى الفضل وطلبا له فلا يزال مصليا وراكعا وساجدًا وقائما وقاعدًا وتاليا للقرآن وداعيا لله عَزَّ وَجَلَّ وراغبا وراهباً وهذه حاله إلى العصر ويدعو إلى المغرب وهو مع هذا كله يسابق الإمام خدعا من الشيطان لهم واستيلاء يخدعهم عَنِ الفريضة الواجبة عليهم اللازمة لهم فيركعون ويسجدون معه ويرفعون ويخفضون معه جهلا منهم وخدعا من الشيطان لهم فهم يتقربون بالنوافل التي ليست بواجبة عليهم ثم يضيعون الفرائض الواجبة عليهم وقد جاء الحديث لا يقبل اللَّه نافلة حتى تؤدي الفريضة وإنما يطلب الفضل فِي التبكير إلى الجمعة غير المضيع للأصل لأنه قد يستغني بالأصل عَنِ الفضل ولا يستغني بالفضل عَنِ الأصل فمن ضيع الأصل فقد ضيع الفضل ومن ضيع الفضل وتمسك بالأصل وأحكمه كفى به واستغنى عَنِ الفضل وإنما مثلك فِي طلب الفضل وتضييعك الأصل كمثل تاجر اتجر فجعل ينظر في الربح ويحسبه ويرح به قبل أن يرفع رأس المال فلم يزل كذلك يفرح بالربح ويغفل عَنِ النظر فِي رأس المال فلما نظر إلى رأس ماله رآه قد ذهب وذهب الربح فلم يبق رأس مال ولا ربح.
فرحم اللَّه رجلا رأي أخاه يسبق الإمام فيركع أو يسجد معه أو يصلي وحده فيسيء فِي صلاته فينصحه ويأمره وينهاه ولا يسكت عنه فإن نصيحته واجبة عليه لازمة له وسكوته عنه إثم ووزر فإن الشيطان يريد أن تسكتوا
نام کتاب : طبقات الحنابلة نویسنده : ابن أبي يعلى جلد : 1 صفحه : 372