نام کتاب : طبقات الحنابلة نویسنده : ابن أبي يعلى جلد : 1 صفحه : 354
بالصلاة مستهين بها هو مستخف بالإسلام مستهين به وإنما حظهم من الإسلام عَلَى قدر حظهم من الصلاة ورغبتهم فِي الإسلام عَلَى قدر رغبتهم فِي الصلاة.
فاعرف نفسك يا عَبْد اللَّهِ واعلم أن حظك من الإسلام وقدر الإسلام عندك بقدر حظك من الصلاة وقدرها عندك واحذر أن تلقى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ولا قدر للإسلام عندك فإن قدر الإسلام فِي قلبك كقدر الصلاة فِي قلبك وقد جاء الحديث عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قَالَ: " الصلاة عمود الإسلام " ألست تعلم أن الفسطاط إذا سقط عموده سقط الفسطاط ولم ينتفع بالطنب ولا بالأوتاد وإذا قام عمود الفسطاط انتفعت بالطنب والأوتاد فكذلك الصلاة من الإسلام.
فانظروا رحمكم اللَّه واعقلوا وأحكموا الصلاة واتقوا اللَّه فيها وتعاونوا عليها وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان فإن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قد أمركم أن تعاونوا عَلَى البر والتقوى والصلاة أفضل البر وجاء الحديث عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قَالَ: " أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون منه الصلاة وليصلين أقوام لا خلاق " لهم وجاء الحديث أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن تقبلت منه صلاته تقبل منه سائر عمله وإن ردت صلاته رد سائر عمله فصلاتنا آخر ديناً وهي أول ما نسال عنه غدًا من أعمالنا فليس بعد ذهاب الصلاة إسلام ولا دين فإذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام فكل شيء يذهب آخره فقد ذهب جميعه فتمسكوا رحمكم اللَّه بآخر دينكم.
نام کتاب : طبقات الحنابلة نویسنده : ابن أبي يعلى جلد : 1 صفحه : 354