نام کتاب : طبقات الحنابلة نویسنده : ابن أبي يعلى جلد : 1 صفحه : 164
أقبل فجلس عَلَى الكرسي ونزع نعله من رجله ووضع رجلا عَلَى رجل ثم قَالَ: يحضر أَحْمَد بن حنبل فأحضر فلما وقف بين يديه وسلم عليه قال: له يا أَحْمَد تكلم ولا تخف فقال: أَحْمَد والله يا أمير المؤمنين لقد دخلت عليك وما فِي قلبي مثقال حبة من الفزع فقال: له المعتصم ما تقول فِي القرآن فقال: كلام اللَّه قديم غير مخلوق قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حتى يسمع كلام الله " فقال: له عندك حجة غير هذا فقال: أَحْمَد نعم يا أمير المؤمنين قول اللَّه عَزَّ وجل " الرحمن علم القرآن " ولم يقل الرحمن خلق القرآن وقوله عَزَّ وجل " يس والقرآن الحكيم " ولم يقل يس والقرآن المخلوق فقال: المعتصم احبسوه فحبس وتفرق الناس فلما أصبحت قصدت الباب فأدخل الناس فدخلت معهم فأقبل المعتصم وجلس عَلَى كرسيه فقال: هاتوا أَحْمَد بن حنبل فجيء به فلما أن وقف بين يديه قَالَ: له المعتصم كيف كنت يا أَحْمَد فِي محبسك البارحة فقال: بخير والحمد لله إلا أني رأيت يا أمير المؤمنين فِي محبسك أمرًا عجبا قال: له وما رأيت قَالَ: قمت فِي نصف الليل فتوضأت للصلاة وصليت ركعتين فقرأت فِي ركعة " الْحَمْدُ لِلَّهِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " وفي الثانية " الحمد لله " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " ثم جلست وتشهدت وسلمت ثم قمت فكبر قرأت " الحمد لله " وأردت أن أقرأ " قُلْ هُوَ الله أحد " فلم أقدر ثم اجتهدت أن أقرأ غير ذلك من القرآن فلم أقدر فمددت عيني فِي زاوية السجن فإذا القرآن مسجى ميتا فغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته فقال: له ويلك يا أَحْمَد والقرآن يموت فقال: له أَحْمَد فأنت كذا تقول إنه مخلوق وكل مخلوق يموت فقال: المعتصم قهرنا أَحْمَد فهرنا أحمد فقال: ابن أبي داود وبشر المريسي اقتله حتى نستريح منه فقال: إني قد عاهدت اللَّه أن لا أقتله بسيف ولا آمر بقتله بسيف فقال: له ابن أبي دؤاد اضربه بالسياط فقال: نعم ثم قَالَ: أحضروا الجلادين فأحضروا فقال: المعتصم
نام کتاب : طبقات الحنابلة نویسنده : ابن أبي يعلى جلد : 1 صفحه : 164