يزِيد بن عبد الْملك توصيه وتخوفه فَقَالَ وَالله إِنِّي لأعْلم أَنه من ولد مَرْوَان فَقَالَ لَهُ رَجَاء بن حَيْوَة يكون حجَّة عَلَيْهِ وعذرا لَك عِنْد الله ثمَّ أَمر كَاتبه أَن يكْتب إِلَيْهِ أما بعد مَا يزِيد فَاتق الصرعة عِنْد الْغَفْلَة فَلَا تقال العثرة وَلَا تقدر على الرّجْعَة وتترك مَا تتْرك لمن لَا يحمدك وتنقلب إِلَى من لَا يعذرك وَالسَّلَام
كِتَابه إِلَى سَالم بن عبد الله يسْأَله فِيهِ أَن يكْتب إِلَيْهِ سيرة عمر بن الْخطاب ليسير بهَا
وَذكر أَن عمر بن عبد الْعَزِيز كتب إِلَى سَالم بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب من عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى سَالم بن عبد الله أما بعد فقد ابْتليت بِمَا ابْتليت بِهِ من أَمر هَذِه الأمه من غير مُشَاورَة مني وَلَا إِرَادَة يعلم الله ذَلِك فَإِذا أَتَاك كتابي فَاكْتُبْ إِلَيّ بسيرة عمر بن الْخطاب فِي أهل الْقبْلَة وَأهل الْعَهْد فَإِنِّي سَائِر بسيرته إِن الله أعانني على ذَلِك وَالسَّلَام جَوَاب سَالم لَهُ
فَكتب إِلَيْهِ سَالم من سَالم بن عبد الله إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز أَمِير الْمُؤمنِينَ أما بعد فَإنَّك كتبت إِلَيّ تَسْأَلنِي تذكر أَنَّك ابْتليت بِمَا ابْتليت بِهِ من أَمر هَذِه الأمه من غير مُشَاورَة وَلَا إِرَادَة يعلم الله ذَلِك تَسْأَلنِي أَن أكتب لَك بسيرة عمر وقضائه فِي أهل الْقبْلَة وَأهل العهود وتزعم أَنَّك سَائِر بسيرته إِن الله أعانك على ذَلِك وَإنَّك لست فِي زماني عمر وَلَا فِي مثل رجال عمر فَأَما أهل الْعرَاق فليكونوا مِنْك بمَكَان من لَا غنى بك عَنْهُم وَلَا مفقرة إِلَيْهِم وَلَا يمنعك من نزع عَامل أَن تنزعه أَن تَقول لَا أجد من يَكْفِينِي مثل عمله فَإنَّك إِذا كنت تنْزع لله وتستعمل لله أتاح الله لَك أعوانا وأتاك بهم فَإِنَّمَا قدر عون