responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سير أعلام النبلاء - ط الرسالة نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 19  صفحه : 546
وَنبيُّكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مُحَدِّثين [1] ، وَإِنَّ عُمَرَ مِنْهُم [2]) .
وَقَدْ صحبنَا أَقْوَامٌ أَطلعه الله عَلَى سرِّهم، وَلاَ بُدَّ مِنَ النَّظَرِ فِي أَمرهِم، وَتَيَمُّمِ العَدْل فِيهِم، ثُمَّ نُودِي فِي جبال المصَامدة: مَنْ كَانَ مطيعاً لِلإِمَامِ، فَليَأْتِ، فَأَقْبَلُوا يُهْرَعُوْنَ، فَكَانُوا يُعرضون عَلَى البَشِيْر، فَيُخْرِجُ قَوْماً عَلَى يَمِيْنه، وَيَعُدُّهُم مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَقوماً عَلَى يَسَاره، فَيَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ شَاكُّوْنَ فِي الأَمْر، وَكَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُل مِنْهُم فَيَقُوْلُ: هَذَا تَائِب رُدُّوْهُ عَلَى اليَمِين تَابَ البَارِحَة، فَيعتَرِفُ بِمَا قَالَ، وَاتَّفَقت لَهُ فِيهِم عَجَائِب، حَتَّى كَانَ يُطلِقُ أَهْل اليَسَار، وَهُم يَعلمُوْنَ أَن مآلهُم إِلَى الْقَتْل، فَلاَ يَفرُّ مِنْهُم أَحَد، وَإِذَا تجمَّع مِنْهُم عِدَّة، قتلهُم قرَابَاتُهُم حَتَّى يَقتل الأَخُ أَخَاهُ.
قَالَ: فَالَّذِي صَحَّ عِنْدِي أَنَّهُم قُتِلَ مِنْهُم سَبْعُوْنَ أَلْفاً عَلَى هَذِهِ الصِّفَة، وَيُسمونه التّمْيِيْز، فَلَمَّا كَمُلَ التَّمْيِيْز، وَجَّه جُمُوْعه مَعَ البَشِيْر نَحْو أَغمَات، فَالتقَاهُم المرَابطون، فَهَزَمَهُمُ المرَابطون، وَثبت خلقٌ مِنَ المصَامدة، فَقُتِلُوا، وَجُرِحَ عُمَر الهِنْتَانِي عِدَّةَ جِرَاحَات، فَحُمِلَ عَلَى

[1] في الأصل: محدثون، والوجه ما أثبت.
[2] أخرجه البخاري: 7 / 42، (3689) في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب مناقب عمر من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد كان فيما قبلكم من الأمم
ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر " وأخرجه مسلم (2398) والترمذي (3694) من حديث عائشة.
وقال ابن وهب: تفسير " محدثون ": ملهمون، وقال ابن الأثير: أراد بقوله " محدثون " أقواما يصيبون إذا ظنوا وحدسوا، فكأنهم قد حدثوا بما قالوا.
قلت: واستشهاد ابن تومرت بالحديث في غير محله، وهو دال على سوء طويته، وجراءته على الله ورسوله، فإن البشير الونشيرسي قد باع نفسه من الشيطان، وصار يستلهم منه الحيل الماكرة، والاساليب الخبيثة لاضلال الناس وإفسادهم إرضاء لسيده ابن تومرت الذي اتخذه مطية لاطماعه، وتحصيل مرامه، فهو من أبعد الناس عن منزلة التحديث الجليلة التي اختص بها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
نام کتاب : سير أعلام النبلاء - ط الرسالة نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 19  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست