responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 6  صفحه : 565
وَقَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَجَجْتُ عَامَ حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ, وَمَعَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, فَدَعَا ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ, فَأَقعَدَهُ مَعَهُ عَلَى دَارِ النَّدْوَةِ, فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُوْلُ فِي الحَسَنِ بنِ زَيْدِ بنِ حَسَنٍ -يَعْنِي: أَمِيْرَ المَدِيْنَةِ-? فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَتَحَرَّى العَدْلَ. فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُوْلُ فِيَّ -مَرَّتَيْنِ-? فَقَالَ: وَرَبِّ هَذِهِ البَنِيَّةِ, إِنَّكَ لَجَائِرٌ. قَالَ: فَأَخَذَ الرَّبِيْعُ الحَاجِبُ بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ لَهُ: أَبُو جَعْفَرٍ كُفَّ يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ[1] ثُمَّ أَمَرَ لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ بِثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُسَيِّبِ الأَرْغِيَانِيُّ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى, سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا فَاتَنِي أَحَدٌ فَأَسِفْتُ عَلَيْهِ, مَا أَسِفْتُ عَلَى اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ, وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
قُلْتُ: أَمَّا فَوَاتُ اللَّيْثِ, فَنَعَمْ وَأَمَّا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, فَمَا فَرَّطَ فِي الارْتِحَالِ إِلَيْهِ, لأَنَّهُ مَاتَ وَلِلشَّافِعِيِّ تِسْعَةُ أَعْوَامٍ.
عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سعيد يقول: كان ابن أبي ذئب عَسِراً, أَعْسَرَ أَهْلِ الدُّنْيَا, إِنْ كَانَ مَعَكَ الكِتَابُ, قَالَ: اقْرَأْهُ, وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَكَ كِتَابٌ, فَإِنَّمَا هُوَ حِفْظٌ. فَقُلْتُ: لِيَحْيَى كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ فِيْهِ? قَالَ: كُنْتُ أَتَحَفَّظُهَا, وَأَكْتُبُهَا.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: فَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ أَعَرْضٌ هُوَ? قَالَ: لاَ يُبَالِي كَيْفَ كَانَ.
قُلْتُ: كَانَ يُلَيِّنُهُ فِي الزُّهْرِيِّ بِهَذِهِ المَقَالَةِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالمُجَوِّدِ فِي الزُّهْرِيِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: سَأَلْتُ مُصْعَباً عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ قَدَرِيّاً إِنَّمَا كَانَ فِي زَمَنِ المَهْدِيِّ قَدْ أَخَذُوا أَهْلَ القَدَرِ وَضَرَبُوْهُم وَنَفَوْهُم فَجَاءَ مِنْهُم قَوْمٌ إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَجَلَسُوا إِلَيْهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ مِنَ الضَّربِ فَقِيْلَ: هُوَ قَدَرِيٌّ لأَجْلِ ذَلِكَ. لقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أنه مَا تَكَلَّمَ فِيْهِ قَطُّ.
وَجَاءَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ, فَوَثَّقَهُ, وَلَمْ يَرضَهُ فِي الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَيُّمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ ابْنُ عَجْلاَنَ أَوِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ? فَقَالَ: مَا فِيْهِمَا إلَّا ثِقَةٌ.
قَدِمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بَغْدَادَ, فَحَمَلُوا عَنْهُ العِلْمَ, وَأَجَازَه المَهْدِيُّ بِذَهَبٍ جَيِّدٍ, ثُمَّ رُدَّ إِلَى بِلاَدِهِ, فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِالكُوْفَةِ غَرِيْباً, وَذَاكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وخمسين ومائة.

[1] اللخن: هو نتن الريح، وقبح ريح الفرج. واللخناء: هي المرأة التي لم تختن.
نام کتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 6  صفحه : 565
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست