نام کتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 4 صفحه : 29
وَلِيَ حُذَيْفَةُ إِمْرَةَ المَدَائِنِ لِعُمَرَ، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى بَعْدِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ عُثْمَانَ بِأَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً.
قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْراً إلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي، فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: إِنَّكم تُرِيْدُوْنَ مُحَمَّداً! فَقُلْنَا: مَا نُرِيْدُ إلَّا المَدِيْنَةَ. فَأَخَذُوا العَهْدَ عَلَيْنَا: لننصرفنَّ إِلَى المَدِيْنَةِ، وَلاَ نُقَاتِلُ مَعَهُ. فَأَخْبَرْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: "نَفِيْ بِعَهْدِهِمْ, وَنَسْتَعِيْنُ اللهَ عَلَيْهِم" [1].
وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أسرَّ إِلَى حُذَيْفَةَ أَسْمَاءَ المُنَافِقِيْنَ, وَضَبَطَ عَنْهُ الفِتَنَ الكَائِنَةَ فِي الأُمَّةِ[2].
وَقَدْ نَاشَدَهُ عُمَرُ: أَأَنَا مِنَ المُنَافِقِيْنَ? فَقَالَ: لاَ، وَلاَ أُزَكِّي أَحَداً بَعْدَكَ.
وَحُذَيْفَةُ هُوَ الَّذِي نَدَبَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ الأَحْزَابِ لِيَجُسَّ لَهُ خَبَرَ العَدُوِّ[3], وَعلَى يَدِهِ فُتِحَ الدِّيْنَوَرُ عَنْوَةً, وَمَنَاقِبُهُ تَطُوْلُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَبُو إِسْحَاقَ, عَنْ مُسْلِمِ بنِ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضلة ساقي، فقال: "الائتزار ههنا، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت، فلاحق للإزار فيما أسفل من الكعبين". [1] صحيح: أخرجه مسلم "1787" من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن جُميع، حدثنا أبو الطفيل، حدثنا حذيفة بن اليمان, فذكره. [2] صحيح: أخرجه البخاري "3606" و"7084"، ومسلم "1847", "51"، والبيهقي في السنن "8/ 190"، وفي الدلائل "6/ 490"، والبغوي "4222" من طرق عن الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بسر بن عبيد الله الحضرمي, أنه سمع أبا إدريس الخولاني, أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيَّرَ الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله, إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم". قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم, وبه دخن". قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر"، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها". قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا". قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك". [3] صحيح: أخرجه مسلم "1788" من طريق الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، به في حديث طويل.
نام کتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 4 صفحه : 29