نام کتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 3 صفحه : 34
وَقَالَ يَتِيْمُ عُرْوَةَ[1] هَاجَرَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةٍ وَكَانَ عَمُّهُ يُعَلِّقُهُ وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُوْلُ لاَ أَرْجِعُ إِلَى الكُفْرِ أبدًا[2].
قَالَ عُرْوَةُ: جَاءَ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَا لَكَ"؟ قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ قَالَ: "فَكُنْتَ صَانعاً مَاذَا"؟ قَالَ كُنْتُ أَضْرِبُ بِهِ مَنْ أَخَذَكَ فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ.
وَرَوَى: هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ طَوِيْلاً تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأَرْضَ إِذَا رَكِبَ الدَّابَّةَ أَشْعَرَ وَكَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ تَضْرِبُهُ ضَرْباً شَدِيْداً وَهُوَ يَتِيْمٌ فَقِيْلَ لَهَا قَتَلْتِهِ أَهْلَكْتِهِ قَالَتْ:
إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ ... وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ3
قَالَ: وَكَسَرَ يَدَ غُلاَمٍ ذَاتَ يَوْمٍ فَجِيْءَ بِالغُلاَمِ إِلَى صَفِيَّةَ فقيل لها ذلك فقالت:
كيف وجدت زبرًا[4] ... أَأَقِطاً[5] أَمْ تَمْرَا
أَمْ مُشْمَعِلاَّ[6] صَقْرَا#
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَسْلَمَ عَلَى مَا بَلَغَنِي عَلَى يَدِ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْرُ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسَعْدٌ.
وَعَنْ عُمَرَ بنِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ قَالَ قَاتَلَ الزُّبَيْرُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ وله سبع عشرة. [1] هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل القرشي، أبو الأسود المدني، يتيم عروة، قدم مصر سنة ست وثلاثين ومائة فيما ذكر عبد الله بن لهيعة، وكان جده الأسود من مهاجرة الحبشة، وممن مات بها، وكان أبوه أوصى به إلى عروة بن الزبير فقيل له: يتيم عروة لذلك. [2] صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" "239" من طريق عبد الله بن وهب، حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود قال: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين، وهاجر وهو ابن ثمان عشرة، وكان عم الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار وهو يقول: ارجع إلى الكفر فيقول الزبير لا أكفر أبدا.
قلت: إسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي الأسود، والزبير بن العوام، لكن قد وصله الحاكم "3/ 360" فرواه عن بكير، حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين وهاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة....." فذكره.
قلت: ورجاله ثقات، والإسناد صحيح.
3 ورد الشطر الأول في "الإصابة" ترجمة الزبير بن العوام رقم "2789" "ويهزم الجيش ويأتي بالسلب"، [4] وقع في "الإصابة"، وفي "لسان العرب" مادة "شمعل": "كيف رأيت زبرا" بالزاي وليس بالواو كما وقع بالأصل، "وبرا" فأثبتناه بالزاي كما في "الإصابة" واللسان. [5] الأقط: لبن مجفف يابس مستحجر يُطبخ به. [6] المشمعل: السريع يكون في الناس والإبل.
نام کتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 3 صفحه : 34