responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 2  صفحه : 8
شيئًا ويعرضون قبل المَغِيبِ إِلَى شِعْبٍ فِيْهِ مَاءٌ يُقَالَ لَهُ: ذو قرد، فأرادوا أن يشربوا منه، فَأَبْصرُوْنِي أَعْدُو وَرَاءهُم، فَعَطَفُوا عَنْهُ وَأَسْنَدُوا فِي الثنية، ثنية ذي تير، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَلْحَقُ رَجُلاً فَأَرمِيْهِ فَقُلْتُ: خُذْهَا وأنا ابن الأكوع. قال: فَقَالَ: يَا ثُكْلَ أُمِّي، أَكْوَعِيٌّ بُكْرَة؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، وَكَانَ الَّذِي رَمَيتُهُ بُكْرة، فأتْبعتُه سَهْماً آخَرَ فَعَلِقَ بِهِ سَهمَانِ. ويخلفون فرسين فجبذتهما أسوقهما إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو على الماء الذي جليتهم عنه ذو قرد؛ فإذا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- في خمس مائة، وإذا بلال قد نَحَرَ جَزُوْراً مِمَّا خَلَّفْتُ، فَهُوَ يَشوِي لِرَسُوْلِ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ خَلِّنِي فأنتخبُ مِنْ أَصْحَابِكَ مائَةً واحدة فآخذ على الكفار بِالعَشْوَةِ فَلاَ يَبْقَى مِنْهُم مُخَبِّرٌ. قَالَ: أَكُنْتَ فاعلًا يا سلمة؟ قلت: نعم، والذي أكرمك. فَضَحِكَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوءِ النَّارِ. ثُمَّ قال: إنهم يُقْرَون الآن بأرض غطفان. فجاء رجل من غطفان فقال: مَرُّوا عَلَى فُلاَنٍ الغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُم جَزُوْراً، فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة، فتركوها وخرجوا هُرَّابًا.
فَلَمَّا أَصْبَحنَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خير فرساننا اليوم أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ". وَأَعطَانِي سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالفَارِسِ جَمِيْعاً. ثُمَّ أَرْدَفَنِي وَرَاءهُ عَلَى العَضْبَاءِ[1] رَاجِعِيْنَ إِلَى المَدِيْنَةِ.
فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيباً مِنْ ضَحْوَةٍ، وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ من الأنصار كان لا يسبق، فجعل ينادي: هل من مسابق؟ وكرر ذلك. فقلت له: أما تُكرِمُ كَرِيْماً وَلاَ تَهَابُ شَرِيفاً؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قُلْتُ: يا رسول الله بأبي أنت وأمي خلني فلأسابقه. قال: "إن شئت". قلت: أذهب إليك. فطفر عن راحلته، وثنيت رجلي فطفرت عن الناقة. ثم إني ربطت عليه شرفًا أو شرفين؛ يعني اسْتبْقَيْتُ نَفسِي[2]، ثُمَّ إِنِّيْ عَدَوْتُ حَتَّى أَلحَقَهُ فأصُكّ بين كتفيه بيدي. قلت: سبقتك والله. فضحك وقال: إن أظن حتى قدمنا إلى المدينة.
أخرجه مسلم عن شيخ، عن هاشم[3].
قرأت على أبي الحسن علي بن عبد الغني الحراني بمصر، وعلي أبي الحسن علي بن أحمد

[1] العضباء: هو لقب ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم-. والعضباء: مشقوقة الأذن، ولم تكن ناقته -صلى الله عليه وسلم- كذلك، وإنما هو لقب لزمها.
[2] ربطت عليه شرفًا أو شرفين، يعني استبقيت نفسي: معنى ربطت حبستُ نفسي عن الجري الشديد والشرف: ما ارتفع من الأرض. وقوله: "استبقيت نفسي": أي لئلا يقطعني البهر.
[3] صحيح: أخرجه مسلم "1807" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم، به.
نام کتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 2  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست