نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 44
وصهيل جرد الخيل خيل كأنه ... رعد يزمجر في الجدي المثعنجر
ودم العدا متقاطراً متدفقاً ... كالوبل كالسيل الجزاف الجوّر
ورؤسهم تجري به كجنادل ... قذفت به موج السيول الهمرّ
غشيتهم في العام منا فرقة ... تركت فريقهم كسبسب أقفر
أودتهم قتلاً وأجلتهم إلى ... أن حطم الخطى ظهر المدبر
تركت صحاراهم موائد ضمنت ... أشلآء كل مسوّد وغضنفر
ودعت ضيوف الوحش تقريها بما ... أفنى المهند والوشيج السمهري
فأجابها من كل غيد زمرّة ... تحدو منار عملّس أو قسور
وأظلها ظلل نشاص صحابها ال ... مر المركوم أجنحة البزاة الأنسر
فبراثن الآساد تضبث في الكلى ... ومخالب العقبان تنشب في المرى
شكرت صنيع المشرفية والقنا ... إذ لم تضفها الهبر غير مهبر
فغدت قبورهم بطون الوحش من ... ها يبعثون إذ دعوا للمحشر
وخلت ديارهم وأقوى ربعهم ... وسرى السرى مشمراً عن شمر
أُنفت من استقصآء قتل شريدهم ... كيما يخبر قائلاً من مخبري
فثنت أعنة خيلنا أجيادها ... عن قتل كل مزند وحزوّر
حتى إذا حان القطاف ليانع ... من أرؤس تركت ولما تؤبر
عصفت بها ريح المنون فالقحت ... وتحركت بزعازع من صرصر
فدعت سراة كماتنا لقطافها ... بأنامل القصب الأصم الأسمر
ملأ تشوق إلى الكفاح نفوسهم ... توقانها للقا الرواح المعصر
يغشون أبطال الوطيس بواسماً ... كالليث أن يلق الفريسة يكشر
وتخالهم فوق الجياد لوابساً ... سدّا يمور من الحديد الأخضر
فأذاهم ازدحموا بجزع وانثنوا ... أورى زناد دروعهم ناراً يرى
جيش طلائعه الأوابد ان تصخ ... لوجيبه من قيد شهر تنفر
يقتاده الملك المشيح كأنه ... بين العوالي ضيغم في مزأر
ملك تدرع بالبسالة فاغتنى ... يوم الوغا عن سابغ وسنور
ملك تتوج بالمهابة فاكتفى ... عند الطعان لقرمه عن مغفر
ملك تذكرنا مواقع عضبه ... في الهام وقعة جده في خيبر
ملك إذا ما جال يوم كريهة ... لم تلق غير مجدل ومعفّر
ملك يجهز من جحافل رأيه ... قبل الوقيعة جحفلاً لم ينظر
ملك تسنم ذروة المجد التي ... من دونها المريخ بل والمشتري
ملك نداه البحر إلا أنه ... عذب أهذا البحر نهر الكوثر
ملك إذا ما جاد حدث مسنداً ... عن جوده جود الغمام الممطر
ملك علا قدراً فكنته العلا ... بأبي على فهو أعلى مفخر
ملك سما عن أن أصرح باسمه ... لسموه عن كل وصف مشعر
ملك قفا سنناً سنياً سنه ... للمجد والده الزكي العنصر
الأشرف الشهم الذي خضعت له ... شم الأنوف وكل جحجاح سرى
الأفضل السند الذي بجنابه ... لاذ الغطارفة الأولى من حمير
الأكمل الندب الذي أوصافه ... أنست سما الوضاح وابن المنذر
الأكرم المفضال من إحسانه ... أربى على كسرى الملوك وقيصر
ذو الهمة العليا الذي قد نال ما ... عنه تقصّر همة الاسكندر
شرفاً تقاعست الكواكب دونه ... لو لم تمد بنوره لم تزهر
هبها بمنطقة البروج مقرها ... أمنا هزٌ هذا بنوة حيدر
كلا فكيف بمن حواها جامعاً ... نسباً سما بابوة المدثر
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 44