responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 113
فصبراً لهذا الدهر إن صروفه ... لعمرك تبدى من قضاها عجائبا
سيصفو شراب مرّ دهر مكدراً ... ويرضي محب ظل حيناً مغاضبا
فإن ضمير لا يزال منازعاً ... بأنك ترقي في المعالي مراتبا
مراتب تسمو للسماكين رفعة ... تقود بها خيل الفخار جنائبا
فذلك عندي عن تقىّ مكرّم ... صدوق إذا ما قال لم يلف كاذبا
وما زلت أرعى قوله في مواطن ... فألفيته ثبت المقالة صائبا
ودم راقياً في المجد أرفع رتبة ... تبيد الأعادي أو تنيل الرغائبا

الشيخ عبد العزيز بن محمد الزمزمي
الشافعي المكي
هو من بيت حديثه في الفضل قديم. وقوم انتشوا بسلاف العلم وليس لهم سوى الأدب نديم. بنى لما بنت أوائله. فظهرت للعيان آدابه وفضائله. فدرس وأقرى. وتتبع واستتقرى. وطال في خدمة العلم الشريف عمره. واشتهر في تلك المواطن المنيفة أمره. رأيته بمكة شرفها الله تعالى وقد وقف على ثنية الوداع. وهمت صفاة شمل جيوشه بالانصداع. ويقال إنه أناف على التسعين من السنين وله الأدب الغض. والنظم الذي ما وضع من قدره ناقل ولا غض. فمن نثره قوله من كتاب معزياً. يحق لشموس العظمة أن تلبس عليه أثواب الحداد. ويقبح ببدر الجلالة أن يطلع بغير لبس السواد. كيف لا وهو بقية الدور الأول. وإنسان عين الأماجد الكمل. ووالله لقد حصل لنا من التعب والكدر. ما فقدنا معه المصطبر. غير أن هذا منهل لا بد من وروده. وإناء زرع لا بد من حصيده. ومن شعره قوله مادحاً الشريف مسعود بن الشريف حسن وهي قصيدة ضمنها ثلاثة أبيات الثاني والثالث منهما تاريخان يخرج أولها من الصدر الأول وثانيها من نون فعلن من العروض وثالثها من ميم مستفعلن من الابتداء
يا ظبية البان ما ترثي لذي كبد ... مجروحة قد سبى بالأعين النجل
أمسي من الصد والهجران في ألم ... سويهر الطرف بالهجران في شغل
نويحلاً هائماً حيران ذا أسف ... عليل جسم شوى بالهجر منذ قلى
جفا المنام جفون العين منذ هوى ... والقلب منه بنيران الغرام سلى
لعل يا من حكاها الغصن في ميس ... داء الغرام يداوي منك بالقبل
آه على ثغرها كم فيه من درر ... آه على ريقها كم فيه من عسل
رشيقة ليس يسلوها الفؤاد ولو ... نقلت للحد حياً غير منتقل
أبهى رداح تجلت في سنا قمر ... شبيهة الغصن في لين وفي ميل
فارقتها وفؤادي اليوم في ولهٍ ... إلى محيا يفوق الشمس في الحمل
قال العذول أما تسلو فقلت بمن ... بالله يا عاذلي دعني ولا تطل
يا غادة طاب لي في عشقها عذلي ... أما ترقين لي يا غاية الأمل
لولاك يا من لها في القلب مرتبع ... نزهت نظمي عن الغزلان والغزل
والله لولا الظباء النازحون لما ... يممت مكحولة العينين بالكحل
أسلة طفلة تسبي بمبتسم ... منضد يبرى المضنى من العلل
فاقت على الشمس والأقمار طلعتها ... جميلة ما لها في الحسن من مثل
الآن أشفي من التشبيب والغزل ... دائي بمدحي لنجل المصطفى وعلي
كهف الأرامل والأيتام ذي حكم ... له فضائل أهل السهل والجبل
عالي الذرى شامخ المقدار كم منن ... لكفه في رقاب الناس والدول
امام أهل التقى مولى حوى شرفاً ... مسعود جد كريم سيد بطل
مؤيد ماجد حاوي العلى ملك ... لعزمه فعلات البيض والأسل
مظفر قلب من عاداه في وجل ... كأنه الليث في بطش وفي غيل
بكل ماض صقيل نال بغيته ... دامت له نعمة المولى إلى الأزل
ابن البشير النذير المرتجى لغد ... المصطفى الطهر هادي أشرف السبل
رفيع قدر عليّ حاز كل وفا ... رؤف قلب على الخلان والخول

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست