responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا نویسنده : الشهاب الخفاجي    جلد : 1  صفحه : 55
الوجه واليد واللسان، وليست الفُرقة فقدُ الأهل بل فقد الأحبَّة والإخوان، فدار بيني وبينه كئوس مُحاورات تُسكر الأذهان، ويحْتَسِي حُميَّاها فكرُ كل لبيب بأفواه الآذان، ويُوسَم بها عقلُ الدهر، وتُغْضِي حياءً منها عيون الزَّهر.
فممَّا كتبتهُ إليه: لأسْتمطر سحائبَ طبْعِه الغُرّ، وأستجْدي كرماً من رَقِيق خُلِقه الحُرّ، وأستَمْرِي منها ماء الحياة على غُلَّة، قطراتٍ لو وقعت في بحور الأشْعار لم يكن بها عِلَّة، قولِي:
قبَّلتُ مُصطبِحاً شِفاهَ الأكْؤُسِ ... والصبحُ يَبْسَمُ لي بثَغْرٍ ألْعَسِ
حتى غدتْ منه الغزالةُ واخْتفَى ... مِسْكُ الدُّجَى عند الجوارِي الكُنَّسِ
والنهرُ سيفٌ والنسيمُ فِرِنْدُه ... وله حمائلُ من خمائلِ سُنْدُسِ
أو صدرُ خُودٍ فتَّحتْ أطواقَها ... أو شقَّقتْ للوجدِ حُلةَ أطلَسِ
والطَّيرُ تشدُو والغصونُ رَواقِصٌ ... في وَشْيِ ديباجِ الرَّبيعِ السُّنْدُسِي
وعلى الخلاعة ليس جيدِي عاطلاً ... من حِلْيِة المجد العزيزِ الأنْفَسِ
ولواحِظ مرْضَى بها اعتلَّ الصَّبَا ... والصَّبُّ بالسُّقْم المُبرَّح مُكْتَسِ
فتَنتْ بأنفسها ففيها عِلَّةٌ ... من وجدِها وفتورُ مهجورٍ نُسِي
فلكم قطفْتُ ثمارَ لهوٍ أيْنَعتْ ... وغفِلتُ عما قد جنًى الدهرُ المُسِي
وطردتُ آماليِ براحةِ عِفَّتِي ... إن التِّمنِّي رأسُ مالِ المُفْلِسِ
رامَ التَّلَمُّسُ بذْلَ شعرِي بُرهةً ... فطرحُته كصحيفةِ المُتَلَّمسِ

نام کتاب : ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا نویسنده : الشهاب الخفاجي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست