نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 198
المجالس، وكان الخصيبي يمضي الأحكام والسجلات، وعقود الأنكحة. وعقد لكافور مجلساً للمظالم يجلس فيها كل سبت من أول سنة أربعين. وعقد الوزير جعفر ابن الفضل بن جِنْزابة مجلساً للفقه، فكان الخصيبي وابنه يحضران عند كافور، وعند الوزير، ويحضر ذلك أيضاً ابن الحداد وابن بلبل، وأبو طاهر الذهلي، وكان قدم مصر من دمشق، وكان يتولى قضاء دمشق، فساروا به فتوجه إلى الخصيبي وابنه ليسلّما عليه. فلم يجداه فرجعا. وبلغه ذلك فلم يكافئهما، فبقي في أنفسهما. فاتفق أن أهل دمشق كتبوا في حق أبي طاهر محضراً فساعدهم الخصيبي، وجمع جمعاً من المصريين، أفدخلهم على كافور، فذموا أبا طاهر، فظن كافور
أنهم من أهل دمشق. وكان أبو جعفر مسلم حاضراً، فَسَارَّ كافوراً فصاح الخصيبي: يا أبا جعفر (وَلا تَكُن لِلْخَائنِينَ خَصِيماً) فصاح أبو طاهر: ألا تحسن أدبك يا شيخ بحضرة الأستاذ!.
وصنع ابن الخصيبي كتاباً مزوراً على الخليفة في حق أبي طاهر، فعزله كافور من دمشق، وأضافها لابن الخصيبي، فتنجز أبو طاهر كتباً من بغداد إلى كافور بأن الكتب مزورة، وعاونه أبو جعفر، فلم يرجع كافور عن مساعدة الخصيبي. وكان الخصيبي قد تقرب إلى كافور بمال أهداه له، فصار يساعده.
وتَشكى جماعة من أهل الفَرما من الخصيبي ومن نائبه، فَنَصَرَهُ عليهم، وضُربوا، وَطِيفَ بهم على الحمير، وثار الرعية بالخصيبي في الجامع، فهرب منهم.
ووقع بين الخصبيب وأبي بكر ابن الحداد خصومة في مجلس المظالم فَتَسَابَّا. وكان الخصيبي يتوسع في القول، وأبو بكر لا يجاوز المعقول احترازاً وتصونا وتديناً، فصار في غم من ولاية الخصبيب، تحتي قيل: إنه قال: اصرفوا الخصبيب ولو بابن مرحّب - يعني طيبياً كان بمصر -. وضبط عن الخصيبي أنه قال: العمل لابني محمد وأنا له مُعين، فبلغ ذلك ابنه فأراد أن يظهر ذلك، فكتب التوقيعات بخطه. وختمها وعنونها من محمد بن عبد الله فزال اسم الأب منها، واستظهر على أبيه وأسجل. وتقدم إلى الموقعين أن يكتبوا إلى القاضي محمد بن عبد الله. وكانت وفاة الخصيبي بعد أن بنى داره الكبيرة المعروفة بابن شعرة، وكان اشتراها من محمد بن أبي بكر وعَمَّرها وأتقن وعمل فيها دعوة عظيمة فعمل فيه ابن كشاجم..
نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 198