نام کتاب : رجال المعلقات العشر نویسنده : الغلاييني، مصطفى جلد : 1 صفحه : 60
يوما بأجود منه سيب نافلة ... ولا يحول عطاء اليوم دون غذ
هذا الثناء فإن تسمع لقائله، ... فلم أعرض
أبيت اللعن
بالصفد عبيد بن الأبرص
توفي سنة (555) وقيل سنة (605) للميلاد هو (عبيد بن الأبرص الأسدي) وينتهي نسبه إلى دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان) . وهو شاعر فحل فصيح الألفاظ، من شعراء الجاهلية. وجعله ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول الجاهلية وحكمائها ودهاتها، وقرن به طرفة وعلقمة بن عبدة وعدي بن زيد، وكان شاعر بن أسد غير مدافع، قديم الذكر، طائر الشهرة، شهما، كريما مع ضيق ذات يده.
شيء من أخباره
كان معاصرا لامرئ القيس بن حجر الكندي. وله معه مناظرات كثيرة.
وكان من حديثه أنه كان رجلا محتاجا. ولم يكن معه مال. فأقبل ذات يوم ومعه غنيمة له. ومعه أخته ماوية، ليوردا غنمهما. فمنعه رجل من بني مالك بن ثعلبة وجبهه. فانطلق حزينا مهموما للذي صنع به المالكي حتى أتى شجرات، فاستظل تحتها. فنام هو وأخته. فزعموا أن المالكي نظر إليه إلى أخته إلى جنبه، فقال:
ذاك عبيد قد أصاب ميا ... يا ليته ألقحها صبيا
فحملت، فوضعت ضاويا
فسمعه (عبيد) فرفع يديه، ثم ابتهل، فقال: اللهم إن كان فلان ظلمني ورماني بالبهتان فأدلني منه ووضع رأسه ونام. ولم يكن قبل ذلك يقول الشعر. فذكر أنه أتاه في آت في المنام بكبة من شعر حتى ألقاها في فيه. ثم قال: قم. فقام وهو شاعر، فهجا المالكي. ثم استمر بعد ذلك يقول الشعر. فكان شاعر بني أسد.
ولما اجتمعت (بنو أسد) بعد (قتلهم حجر بن عمرو) والد امرئ القيس إلى (امرئ القيس) على أن يعطوه ألف بعير دية أبيه، أو يقيدوه من أي رجل شاء من بني أسد، أو يمهلهم حولا - قال لهم امرؤ القيس: "أما الدية فما ظننت أنكم تعرضونها على مثلي، وأما القود فلو قيد إلي ألف من بني أسد ما رضيتهم، ولا رأيتهم كفؤا لحجر، وأما النظرة فلكم. ثم ستعرفونني في فرسان قحطان، أحكم فيكم ظبا السيوف وشبا الأسنة، حتى أشفي نفسي، وأنال ثأري".
فلما سمع عبيد كلام امرئ القيس أنشد:
يا ذا المخوفنا بقتل ... أبيه إذلالا وحينا
أزعمت أنك فاتك ... بسراتنا، كذبا ومينا
هلا على حجر ابن أم ... قطام تبكي لا علينا
إنا إذا عض الشقاف ... برأس صعدتنا لوينا
نحمي حقيقتنا، وبعض ... القوم يسقط بين بينا
هلا سألت جموع كندة ... يوم ولوا أين أينا؟
أيام نضرب هامهم ... بنواتر، حتى انحنينا
نحن الألى فاجمع جموعك ... ثم وجههم إلينا
لا يبلغ الباني ... ولو
رفع الدعائم
ما بنينا
كم من رئيس قد قتلناه ... وضيم قد أبينا
إنا لعمرك لا يضام ... حليفنا أبدا لدينا
ولما عصى بنو أسد حجرا أبا امرئ القيس وامتنعوا عن دفع الإتاوة وضربوا جابيه وأدموه - جاءهم حجر فقتل منهم وأسر سراتهم. وكان في الأسرى عبيد بن الأبرص. وقد أنشد قصيدة كانت سبب عفوه عنهم. ثم قتلوا حجرا، وشدوا على أمواله نهبا. وقد قدمنا تفصيل الخبر والقصيدة.
موت عبيد
عمر (عبيد) طويلا. حتى قتله المنذر بن ماء السماء اللخمي. وقيل: قتله (النعمان بن المنذر) وذلك أنه قد وفد عليه وهو لا يعلم في أحد أيام بؤسه التي كان يقتل المنذر فيها كل من يراه. فقال المنذر: "من هذا الشقي؟ " فقيل له: عبيد بن الأبرص الشاعر. فقال بعض من حضر المنذر: "أبيت اللعن. أظن أن عنده من حسن القريض أفضل مما تدرك من قتله. فاسمع منه. فإن سمعت حسنا استزدته. وإن لم يعجبك فما أقدرك على قتله". فقال المنذر: "هلا كان الذبح لغيرك يا عبيد". فقال: "أتتك بحائن رجلاه". فأرسلها مثلا. فقال: "ما ترى يا عبيد؟ " قال: "المنايا على الحوايا" فأرسلها مثلا. فقال: "أنشدني فقد كان يعجبني شعرك" فقال: "حال الجريض دون القريض". فأرسلها مثلا. فقال: "أنشدني: أقفر من أهله ملحوب". فقال:
أقفر من أهله عبيد: ... فليس يبدي ولا يعيد
عنت له خطة نكود، ... وحان منها له ورود
نام کتاب : رجال المعلقات العشر نویسنده : الغلاييني، مصطفى جلد : 1 صفحه : 60