نام کتاب : رجال المعلقات العشر نویسنده : الغلاييني، مصطفى جلد : 1 صفحه : 33
فلم أر مسلوبا ... له مثل ملكه
أقل صديقا صافيا أو مواسيا استطراد لفائدة جلة
تلقيب الاسكندر المقدوني بذي القرنين قد استفاض على ألسنة كثير من الناس واللغويين والمفسرين والمؤرخين. وهو خطأ فاحش. فإن (ذو) كلمة عربية محضة، و (ذو القرنين) من ألقاب العرب ملوك اليمن. وكان منهم (ذو جدن) و (ذو كلاع) و (ذو نواس) و (ذو شناتر) و (ذو القرنين) . هو الذي مكن الله له في الأرض، وعظم ملكه، وبنى السد على (يأجوج ومأجوج) وهو (الصعب بن الرائش) واسم الرائش (الحارث بن ذي سدد بن عاد بن الماطاط بن سبأ) .
وقد سئل (ابن العباس) عن (ذي القرنين) الذي ذكره الله في كتابه العزيز، فقال: "هو من حمير". وهذا مما يقوي أنه "الصعب" المذكور، لأنه كان ملكا عظيما، وكان من ولد (حمير) .
فنتج من هذا التحقيق أن "ذا القرنين" هو غير "الإسكندر المقدوني" باني "الإسكندرية"، لأن هذا يوناني، وذاك عربي وكلاهما كان ملكا عظيما.
فافهم ذلك فإنه الحق الذي لا محيد عنه. وقد حقق هذا الأمر أيضا "أبو الفداء" المؤرخ المشهور في تاريخه. فراجعه عند ذكر الطبقة الثانية من ملوك الفرس.
وقد اختلف العلماء في نبوة "ذي القرنين" المذكور، مع اتفاقهم على صلاحه وتقواه.
وتسمى الملوك الملقبة بذو"الأذواء" وهي جمع "ذو".
ومن جيد شعره قوله:
وإنك إن أعطيتني ثمن الغنى ... حمدت الذي أعطيك من ثمن الشكر
وإن يفن ما تعطيه في اليوم أو غد ... فإن الذي أعطيك يبقى على الدهر
وقوله:
سألنا فأعطيتم، وعدنا فعدتم ... ومن أكثر التسآل للناس يحرم
وقوله:
أرانا موضعين لأمر غيب، ... ونسحر بالطعام وبالشراب
كما سحرت به إرم وعاد، ... فأصبحوا مثل أحلام النيام
وقوله:
الود لا يخفى، وإن أخفيته ... والبغض تبديه لك العينان
ومن مدائحه في "هرم بن سنان" قوله:
تالله، قد علمت سراة بني ... ذبيان (عام الحبس والأصر)
أن نعم مأرى القوم ... قد علموا
أن عضهم جل من الأمر
ولنعم حشو الدرع أنت، إذا ... دعيت نزال، ولج في الذعر
حامي الذمار على محافظة ...
الجلى، أمين مغيب الصدر
حدب على المولى الضريك، إذا ... نابت عليه نوائب الدهر
ومنها:
وإذا برزت به برزت إلى ... صافي الخليقة، طيب الخبر
متفرغ للمجد، معترف ... للنائبات، يراح للذكر
فلأنت أوصل من سمعت به ... لشوابك الأرحام والصهر
ألحامل العبء الثقيل عن ...
الجاني، بغير يد ولا شكر
لو كنت في شيء سوى بشر ... كنت المنور ليلة البدر
ومن شعره الجيد قوله:
ثلاث يعز الصبر عند حلولها، ... ويذهل عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد تحبها، ... وفرقة إخوان، وفقد حبيب
وقوله يمدح (حصن بن خذيفة بن بدر الفزاري) من قصيدة:
وذي نسب ناء بعيد وصلته ... بمال، وما يدري بأنك واصله
وذي نعمة تممتها وشكرتها، ... وخصم (يكاد يغلب الحق باطله)
دفعت بمعروف من القول، صائب، ... إذا ما أضل الناطقين مفاصله
وذي خطل في القول يحسب أنه ... مصيب، فما يلمم به فهو قائله
عبأت له حلما، وأكرمت غيره، ... وأعرضت عنه، وهو باد مقاتله
وكان "قدامة بن موسى" عالما بالشعر. وكان يقدم "زهيرا" على ما عداه، ويستجيد قوله في مدح (هرم بن سنان) :
د جعل المبتغون الخير في هرم ... والسائلون إلى أبوابه طرقا
ن يلق يوما على علاته هرما ... يلق السماحة فيه والندى خلقا
وهذان البيتان من قصيدة. ومنها قوله:
غر، أبيض، فياض، يفكك عن ... أيدي العناة وعن أعناقها الربقا
ذاك أحزمهم رأيا، إذا نبأ ... من الحوادث غادى الناس أو طرقا
ونال حي من الدنيا بمنزلة ... وسط السماء، لنالت كفه الأفقا
قال (ابن قتيبة) : وكان (زهير) يتأله ويتعفف في شعره، ويدل شعره على إيمانه بالبعث، وذلك قوله:
يؤخر، فيوضع في كتاب، فيدخر ... ليوم حساب، أو يعجل فينقم
نام کتاب : رجال المعلقات العشر نویسنده : الغلاييني، مصطفى جلد : 1 صفحه : 33