نام کتاب : رجال المعلقات العشر نویسنده : الغلاييني، مصطفى جلد : 1 صفحه : 23
ويوم عقرت للعذارى مطيتي، ... فواعجبا من كورها المتحمل!
فظل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل
ثم إنه طلب من (عنيزة) أن تحمله على راحلتها، فأبت. فضرع إليها وساعدته صواحبها، فجعل يدخل رأسه في الهودج ويغازلها ويقبلها. وفي ذلك يقول في معلقته:
ويوم دخلت الخدر: خدر عنيزة، ... فقالت: لك الويلات، إنك مرجلي
تقول ... وقد مال الغبيط بنا معا
:
عقرت بعيري يا امرأ القيس. فانزل
فقلت لها: سيري، وأرخي زمامه، ... ولا تحرميني من جناك المعلل
نخبة من معلقته
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى، بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة، لم يعف رسمها، ... لما نسجتها من جنوب وشمأل
كأني غداة البين حين ترحلوا ...
لدى سمرات الحي
ناقف حمظل
وقوفا بها صحبي على مطيهم، ... يقولون: لاتهلك أسى وتجمل
وإن شفائي عبرة مهراقة ... فهل عند رسم دارس من معول؟
كدأبك من أم الحويرث قلبها ... وجارتها أم الرباب، بمأسل
إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابة ... على النحر، حتى بل دمعي محملي
ألا رب يوم لك منهن صالح، ... ولا سيما يوم بدارة جلجل
ويوم دخلت الخدر ... خدر عنيزة
فقالت: لك الويلات، إنك مرجلي
تقول ... وقد مال الغبيط بنا معا
:
عقرت بعيري يا أمرأ القيس، فانزل
فقلت لها: سيري، وأرخي زمامه، ... ولا تبعديني من جنال المعلل
أفاطم، مهلا بعض هذا التدلل، ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي، ... وأنك مهما تأمري القلي يفعل
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهمك في أعشار قلب مقتل
وبيضة خدر ... لا يرام خباؤها
تمتعت من لهو بها غير معجل
تصد وتبدي عن أسيل، وتتقي ... بناظرة من وحش وجرة مطفل
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
تسلت عمايات الرجال عن الصبا، ... وليس فؤادي عن هوال بمنسل
وليل كموج البحر أرخى سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له "لما تمطى بصلبه، ... وأردف أعجازا، وناء بكلكل"
ألا أيها الليل الطويل، ألا انجل ... بصبح، وما الأصباح منك بأمثل
فيا لك من ليل! كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأن الثريا علقت في مصامها ... بأمراس كتان إلى صم جندل
وقد أغتدي، والطير في وكناتها ... بمنجرد، قيد الأوابد، هيكل
مكر، مفر، مقبل مدبر معا، ... كجلمود صخر حطه السيل من عل
درير، كخدروف الوليد أمره ... تتابع كفيه بخيط موصل
له أيطلا ظبي، وساقا نعامة، ... وإرخاء سرحان، وتقريب تنفل
أصاح، ترى برقا ... أريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل
يضئ سناه، أو مصابيح راهب ... أمال السليط بالذبال المفتل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة، ... ولا أطما، إلا مشيدا بجندل
كأن ثبيرا ... في عرانين وبله
كبير أناس في بجاد مزمل
كأن مكاكي الجواء غدية ... صبحن سلافا من رحيق مفلفل
كأن السباع فيه ... غرقى عشية
بأرجائه القصوى
أنابيش عنصل طرفة بن العبد
توفي سنة (550) أو (552) م. وسنة (70) قبل الهجرة هو (طرفة بن العبد بن سفيان البكري) من (بكر بن وائل) . وينتهي نسبه إلى (عدنان) . هو ابن أخت (جرير بن عبد المسيح) المعروف بالمتلمس. و (طرفة) لقب غلب عليه، واسمه (عمرو) . والطرفة في اللغة واحدة الطرفاء وهي الشجر المعروف.
ولم يعش إلا ستا وعشرين سنة. وقيل: "بل عشرين". وبلغ مع ذلك ما لم يبلغه القوم في طول أعمارهم.
وكان هجاء جريئا على قومه وغيرهم. وكان في حسب من عشيرته. وهذا هو الذي جرأه على هجائهم.
نام کتاب : رجال المعلقات العشر نویسنده : الغلاييني، مصطفى جلد : 1 صفحه : 23