responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 3  صفحه : 285
الانسان وَلَا يخفى قَوْلهم زَكَاة الجاه رفد المستعين وَقد وَردت من أَنهَار فضلك كل معِين فَمن طلب الرى من الْفُرَات لم يخْش الظمأ فى ورده وَمن قصد الْكَرِيم برجائه لم يخب فى قَصده فَلَيْسَ يُنجى من هَذِه الآلام والشدائد الَّتِى تعجز عَن وصفهَا السّنة الاقلام الا لمحة من لمحات فضلك وَلَا يجْبر هَذَا الْكسر الا نفحة من نفحات عدلك وَمَا عسر وعد أَنْت مستنجزه وَلَا بعد أَمر أَنْت منتهزه وَمَا خَابَ من أَنْت رائش نبله وواصل حبله والثقة وَاقعَة بك على كل حَال والمثوبة مُحَققَة من الْكَرِيم المتعال وَمن آخر يُعَاتب فِيهِ على قطع المراسلة تَأَخّر عَنى كتاب سيدى متع الله الادب بطول بَقَائِهِ وَصرف السوء عَن شرِيف حوبائه حَتَّى كدت أنسى أَيَّام المراسلة وصرت أرى فى الْمَنَام أَوْقَات الْمُكَاتبَة والمواصلة ثمَّ انى راجعت ظنى فَوجدت الذَّنب مقسوما بَينه وبينى فتحملت حِصَّة مِنْهُ ثمَّ انْفَرَدت بِجَمِيعِهِ عَنهُ فها أَنا الْآن أبدى عَن ذَلِك عذرا مَعَ اعترافى بالتقصير كلما ضَاقَ الامر صَدرا أوسعته صبرا
(وَمَا كَانَ قطع الْكتب عَنى ملالة ... وحاشا لمثلى أَن يُقَال ملول)

(وَلَكِن أُمُور قد عرت وحوادث ... ألمت وَشرح الحادثات يطول)
فالمحجوج بِكُل شئ ينْطق والغريق بِكُل خبل مُتَعَلق وَلَقَد عققت الود وظلمت الْعَهْد وَكنت منتظرا لعساكر العتاب فَلم يرد على الى هَذَا الْيَوْم من ذَلِك الجناب خطاب وَلَا كتاب فَكتبت هَذِه الاحرف أَخطب بهَا مودتى الْقَدِيمَة وَصدق ولائى من تِلْكَ الحضرة الْكَرِيمَة وَأَنا الْآن بِكِتَاب سيدى اذا ورد على أَشد سُرُورًا من المشتاق الى التلاق بعد طول الْفِرَاق وَقد مددت الى الطَّرِيق عينى وَأخذت أعد الخطا بَينه وبينى أَحسب كل انسان رَسُولا وكل شخص كتابا الى مَحْمُولا وَمن رِسَالَة لَهُ أرسلها الى مَنْصُور الطَّبِيب العيسوى
(أَنا أَصبَحت لَا أُطِيق حراكا ... كَيفَ أَصبَحت أَنْت يَا مَنْصُور)
قد طَالَتْ الْعلَّة وَطَابَتْ الْعُزْلَة فَلَيْسَ فى الْحَرَكَة هَذَا الْآن بركه والانقطاع أربح مَتَاع والاجتماع جالب للصداع والاختلاط محرك للاخلاط والوحشة استئناس وَأجْمع للحواس
(خلت الديار فَلَا كريم يرتجى ... مِنْهُ النوال وَلَا مليح يعشق)
فَهُوَ زمَان السُّكُوت وملازمة الْبيُوت وَأَوَان القناعة بالقسوت وَذَلِكَ قوت من

نام کتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 3  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست