responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 3  صفحه : 194
أَكثر مشايخه وتصدر للاقراء والتدريس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام قَالَ فى بعض رسائله ترعرعت فى رياض الْعُلُوم وتمتعت بِتِلَاوَة كتاب الله تَعَالَى الذى يشفى الامراض والكلوم ولازمت الجلة وَأخذت عَن عدَّة من الْعلمَاء فَعَاد على من بركاتهم واسرارهم مَالا يُنكره الا كل جَاهِل وَلَا يجحده الا كل حسود متجاهل ومذ نشأت وهب صبا الصِّبَا لم يحصل لَهَا عَثْرَة وَلَا كبوة بل كنت اذا فرغت من التِّلَاوَة والطلب عدت الى الْبَيْت لتكرار بعض الْمُتُون وَتَحْصِيل الْكتب الَّتِى لَيست عندى وَذَلِكَ دأبى مُنْذُ نشأت واذا نودى الى الصَّلَاة حوقلت واذا دعيت للصَّلَاة لبيت وأجبت وَلم يزل ذَلِك دأبى الى آخر عمرى بِحَيْثُ صَار لى طَريقَة وَعَادَة راجيا ان شَاءَ الله تَعَالَى أَن تكون نِهَايَة للعناية والسعادة وَهَذَا أقل اثر من حُلُول نظر الْعلمَاء العاملين وحظوظ أثر الْفُضَلَاء الكاملين وكل مِنْهُم كَانَ يثنى فى فى غيبتى واذا بلغنى ذَلِك امْتَلَأت بالسرور والبشر وَطَابَتْ رغبتى وَكنت سليم الصَّدْر من الْغِشّ والغل وَمن التَّعَرُّض لاعراض الْمُسلمين سالما مجانبا لما فِيهِ أذاهم مناصحا لَهُم وموادا لَهُم ومسالما لَا اجْتمع بهم الا لحَاجَة مهمة أَو أَدَاء وَاجِب أَو للتأنس بصديق يكَاد من لطفه يَعْلُو على الْعين والحاجب وَأقسم بِاللَّه الذى هُوَ أبر ألية وَيَمِين وَقد خَابَ وخسر من يفترى عَلَيْهِ وَيَمِين ان خلقى قَدِيما حب الخمول والعزله وبغض الِاشْتِغَال بِمَا لَا يعْنى جده وهزله وانما الْقُدْرَة الالهية هى الَّتِى أَرَادَت الشُّهْرَة لى والظهور ومخاطبتى للنَّاس فِيمَا يقصم الظُّهُور وان كَانَت النُّفُوس الابية تروم طلب الْعليا والشيم الادبية تسمو أَن تَدْنُو الى سفاسف الدُّنْيَا لَكِن لما طلب الْحَسْنَاء قَبِيح الْخِصَال وخطب الْعليا غير أكفاء وَدخل بَيت قصيدها زحاف الطى وَالْقَبْض والاقواء أعرض عَن عرضهَا كل ذى نفس نفيسه ونكحها كل دنى ذى نفس خسيسه
(لقد هزلت حَتَّى بدا من هزالها ... كلاها وَحَتَّى سامها كل مُفلس)
وَذَلِكَ انى لما بلغت الاشد وَبَلغت أَرْبَعِينَ سنه وَكنت عَن طلب المناصب فى أحلى نومَة وسنه لم أشعر الا وَقد خطبت لتقليد الخطابه وألزمنى بِهِ من أخْشَى عواقبه وَلَا أقدر أَن أرد خطابه وَعلمت ان هَذَا من ارادة الْمولى وَلَا مَانع لما أَرَادَ وَلَا دَافع لما قَضَاهُ فى الازل وَلَا راد فَحِينَئِذٍ شهرت حسام الْعَزْم وأنشأت لكل نوبَة خطْبَة

نام کتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 3  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست