نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار جلد : 1 صفحه : 657
وقال في باب التوكل:
كل من يبغي سوى المولى نقص ... واعتراه من ذوي الدنيا غصص
وإذا أمل منهم حاجة ... نغص المسؤول عنها ونكص
مكفهر الوجه لو أبصرته ... قلت من أين له داء البرص
وعلى السائل فرضا لو سخا ... مرة ألقاه في ذل القفص
فاترك العالم طرا ثم سل ... ملكاً يرغب أن تؤتى الرخص
منعماً براً كريماً رازقاً ... ليس يرضى عن عبيد قد حرص
عالماً أجمال أحوال الورى ... فهو ادرى في تفاصيل القصص
وقال لبعض الشؤون:
نظر الزمان إليَّ من طرف قذي ... يوماً فقلت منادياً من منقذي
فنظرت من كل الجهات فلم أجد ... خلاً يغيث فقلت غب تعوذي
بالأمس لا يحصون أحبابي فهل ... محقوا بريح أصفر مستحوذ
أم هل تواروا في قبور بيوتهم ... سحقاً لهم من ذلك الفعل البذي
أين المودة والإخاء والاصطفا ... بل أين مَنْ مِنْ خير ثدي قد غذي
صدق اللبيب الشاعر الفطن الذي ... قد قال هذا البيت بالمعنى الذي
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد القنفذ
ومن لطائفه قصيدتان نظمهما في عام تأخر برده عن وقته المعتاد صاغ الأولى في قالب السؤال من فصل الشتاء والثانية في جوابه واعتذاره المتضمن وعظ الموسرين ليتفقدوا أولي الفاقة. أما الأولى فهي قوله:
ما بال بردك ياشتاء تأخرا ... وبريق برقك خلب لن يمطرا
أقبلت يا فصل الشتاء ولم نجد ... من ماء مزنك قطرة بلت ثرى
فصل كأيام الحسوم يجيئنا ... فالآن في أبداننا ما أثرا
نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار جلد : 1 صفحه : 657