نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار جلد : 1 صفحه : 1126
عابد الله بالخلوص صديق ... صادق الود طرسه عنه ترجم
ماهر في الآداب نابغة الوقت وكل بأنه الفرد يعلم
وذكاء في النور مثل ذكاء ... إن تجلى وقت الضحى لا تغيم
حاذق دافق القريحة حبر ... كم أديب منه الفنون تعلم
شاعر أظهر البدائع لما ... في رقاب الألفاظ حقاً تحكم
وغدا معدن المعارف بحر الظرف باللطف والتحايف قد طم
ومن قوله مراسلاً والده من الصعيد:
سهرت على الأحباب شوقاً لياليا ... فهل بهم من شدة الشوق ما بيا
وهل عندهم مثلي غرام ولوعة ... ووجد ببحر القلب قد صار طافيا
وهل هم كمثلي في الظلام تدرعوا ... ثياب سهاد غادر النوم جافيا
سقى الله جيران العقيق ولعلع ... ملث سحاب هامع القطر هاميا
وحيا مغاني الأنس أوفى تحية ... تدوم لهم ما دام شوقي وافيا
سقى ورعى أيامنا ولياليا ... تمضت بوصل في حماها حواليا
لقد هاجني التذكار نحو ربوعها ... كما هاجت الأرواح ورقاً شواديا
تبيت على الأغصان تصدح سحرة ... بمحسرة شوق تترك الصب باكيا
فهل منزل الأحباب بعدي عامر ... وإلا كجسمي صار بالبين باليا
وإلا كصبري شفه الافتراق بل ... أدام إلهي منزل الأنس عاليا
فإني لمشتاق إلى لثم سوحه ... لأني أراه من هيامي شافيا
متى أكحل الأجفان من تربه متى ... أشم ثرى يغدو به العقل صاحيا
متى عيني السكرى بدمع وحرقة ... تقر بقرب يترك العيش هانيا
إذا هب من أرض الحجاز نسيمها ... يظل كنيران الغضا لي صاليا
وقد كنت أرجوه يبرد لوعتي ... ويطفي لظى شوق لقلبي كاويا
نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار جلد : 1 صفحه : 1126