نام کتاب : تهذيب الكمال في أسماء الرجال نویسنده : المزي، جمال الدين جلد : 23 صفحه : 295
هارون قبلي إليه، فَقَالَ: يالها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله عزوجل، فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب تقي، فَقَالَ له: خذ فيما جئناك له رحمك الله.
فَقَالَ: إن عُمَر بْن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بْن عَبد اللَّهِ، ومُحَمَّد بْن كعب القرظي، ورجاء بْن حيوة، فَقَالَ لهم: إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا عَلِيّ، فعد الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة. فَقَالَ له سالم بْن عَبد اللَّهِ: إن أردت النجاة من عذاب الله فصم الدنيا وليكن إفطارك منها الموت. وَقَال له محمد ابن كعب: إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا، وأوسطهم عندك أخا، وأصغرهم عندك ولدا، وفوقر أباك، وأكرم أخاك، وتحن على ولدك. وَقَال له رجاء بن حيويه: إن أردت النجاة منه عذاب الله، فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت وإني أقول لك هذا [1] وإني أخاف عليك أشد الخوف يوم تزل فيه الأقدام، فهل معك رحمك الله مثل هذا أو من يشير عليك بمثل هذا؟ فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه، فقلت له: أرفق بأمير المؤمنين، فقال: يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق بِهِ أنا؟ ثم أفاق، فقال له: ردني رحمك الله فَقَالَ، يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعُمَر بْن عبد العزيز شكي إليه، فكتب إليه عُمَر: يا أخي أذكرك طول [1] سقطت من المطبوع كذلك.
نام کتاب : تهذيب الكمال في أسماء الرجال نویسنده : المزي، جمال الدين جلد : 23 صفحه : 295