نام کتاب : تهذيب الكمال في أسماء الرجال نویسنده : المزي، جمال الدين جلد : 1 صفحه : 19
عفيف الدين أبا الربيع سُلَيْمان بن علي التلمساني [1] (690 610) .
وكان العفيف هذا من غلاة الاتحادية القائلين بوحدة الوجود [2] على قاعدة ابن عربي، ونسبه جماعة إلى رقة الدين، وتعاطي المحرمات [3] ، فلما تبين للمزي انحلال العفيف واتحاده، تبرأ منه، وحط عليه [4] .
ولعل مفارقته للعفيف التلمساني واضرابه كانت نتيجة تأثره بالإمام تقي الدين ابن تيمية الذي أعجب به المزي أيما إعجاب، فكان أكثر رفاقه صلة ومحبة بالشيخ الإمام [5] .
وكانت شخصية الإمام ابن تيمية قد اكتملت في نهاية القرن السابع الهجري، فأصبح مجتهدا له آراؤه الخاصة التي تقوم في أصلها على اتباع آثار السلف، ونتقية الدين من الخرافات، والمعتقدات الطارئة عليه، وابتدأ منذ سنة 698 يدخل في خصومات عقائدية حادة مع علماء عصره المخالفين له [6] ، ويقيم الحدود بنفسه [7] ، ويحارب المشعوذين [8] ، ويمنع من تقديم النذور لغير الله [9] ، ويريق الخمور [10] ، ونحو ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عَنِ المنكر.
وظهرت شخصية الإمام ابن تيمية السياسية في الحرب الغازانية سنة (699) بعد هزيمة الجيوش المِصْرِية والشامية أمام غزو غازان سلطان المغول في موقعة الخزندار، فقد قابل ابن تيمية غازان وكلمه [1] تذكرة الحفاظ: 4 / 1499، وأعيان العصر: 12 / الورقة: 124. [2] تاريخ الاسلام، الورقة: 186 (أيا صوفيا: 3014) . [3] البداية والنهاية: 13 / 326، وشذرات الذهب: 5 / 412، وتاريخ الاسلام، الورقة: 186 (أيا صوفيا: 3014) . [4] تذكرة الحفاظ: 4 / 1499. [5] انظر أقوال المزي في ابن تيمية بكتاب"الرد الوافر"لابن ناصر الدين"130 128. [6] البداية: 14 / 27، والدرر: 5 / 234. [7] البداية: 14 / 19. [8] الوافي بالوفيات: 5 / 18، والبداية: 14 / 33 وفتواه في الصوفية والفقراء (القاهرة: 1348 هـ) [9] البداية: 14 / 34. [10] نفسه: 14 / 11.
نام کتاب : تهذيب الكمال في أسماء الرجال نویسنده : المزي، جمال الدين جلد : 1 صفحه : 19