نام کتاب : تهذيب الأسماء واللغات نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 2 صفحه : 119
هذا الكلام قبل أن يعلم أنه أفضل، فلما علم قال: “أنا سيد ولد آدم” [1] ، ويحتمل أن يكون قاله تواضعًا، ويحتمل أن يكون نهى عن تخيير يؤدى إلى الخصومة والفتنة، ويحتمل أن النهى عن تخيير يؤدى إلى الإزراء ببعضهم، ويحتمل لا تخيرونى فى نفس النبوة، فإنها لا تتفاوت، وإنما الفضائل بأمور أخرى معها، وهذه الأوجه الخمسة مقولة فى قوله: “لا تخيروا” بين الأنبياء، وفى الصحيحين مثله أو نحوه عن أبى سعيد الخدرى.
وفى الصحيحين عن ابن عباس، عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: “عُرِضَتْ علىَّ الأمم، فرأيت سوادًا كبيرًا سد الأفق، فقيل: هذا موسى فى قومه” [2] .
وفى الصحيحين أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرَّ ليلة أسرى به على موسى فى السماء السادسة، وأنه قال لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين فرض الله تعالى عليه وعلى أمته خمسين صلاة كل يوم وليلة: “أما ترجع فتسأل الله التخفيف” [3] ، فمازال يقول له حتى جعلها خمسًا.
وفى الصحيحين أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصف موسى، فقال: “هو آدم، طوال، جعد كأنه من رجال شنؤة” [4] .
وفى الصحيحين أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين مرَّ بوادى الأزرق، وهو موضع بين مكة والمدينة، قال: “كأنى أنظر إلى موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله تعالى بالتلبية”. وفى رواية: “واضعًا أصبعيه فى أذنيه له جؤار إلى الله تعالى بالتلبية”. وفى رواية: “على جمل أحمر مخطوم بخلبة” [5] ، والخلبة بضم الخاء المعجمة، الليف.
قال أبو إسحاق الثعلبى فى كتابه العرائس: هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهت بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليه السلام. وكان عُمر عمران حين توفى مائة وسبعًا وثلاثين سنة. قال: قال أهل التاريخ: لما مات الريان بن الوليد، وهو فرعون مصر الأول، صاحب يوسف الذى ولاه خزائن الأرض وأسلم على يديه، ملك بعده جبار وأبى أن يُسلم، ثم مات فملك بعده جبار آخر، وتوفى يوسف، وأقامت بنو إسرائيل بمصر، وقد كثروا ونشأ لهم ذرية وهم تحت أيدى العمالقة، وهم على بقايا من دينهم الذى كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم، عليهم السلام، شرعوه لهم متمسكين، حتى كان فرعون موسى الذى بعثه الله تعالى إليه، ولم يكن فى الفراعنة أعتا منه، ولا أقسى قلبًا منه، ولا أطول عمرًا فى الملك منه، ولا أسوأ ملكة لبنى إسرائيل، وكان يعذبهم ويستعبدهم، وجعلهم خدمًا وخولا، وعاش فيهم أربع ومائة سنة.
ولما ولد موسى جرى له مع فرعون [1] أخرجه ابن أبى شيبة (6/317، رقم 31728) ، ومسلم (4/1782، رقم 2278) ، وأبو داود (4/218، رقم 4673) . وأخرجه أيضًا: أحمد (2/540، رقم 10985) . [2] حديث ابن عباس: أخرجه أحمد (1/271، رقم 2448) ، والبخارى (5/2170، رقم 5420) ، ومسلم (1/199، رقم 220) . وأخرجه أيضًا: الترمذى (4/631، رقم 2446) وقال: حسن صحيح. والنسائى فى الكبرى (4/378، رقم 7604) ، وابن حبان (14/339، رقم 6430) .
حديث عمران بن حصين: أخرجه الطبرانى (18/241، رقم 605) . وأخرجه أيضًا: ابن حبان (13/454، رقم 6089) . [3] أخرجه أحمد (3/148، رقم 12527) ، ومسلم (1/145، رقم 162) ، وأبو يعلى (6/109، رقم 3375) ، وفى (6/216، رقم 3499) . وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (7/333، رقم 36570) ، وأبو عوانة (1/113، رقم 344) . [4] أخرجه أحمد (1/342، رقم 3179) ، والبخارى (3/1182، رقم 3067) ، ومسلم (1/151، رقم 165) . [5] أخرجه أحمد (1/215، رقم 1854) ، ومسلم (1/152، رقم 166) .
أخرجه أحمد (1/276، رقم2501) ، والبخارى (3/1224، رقم 3177) ، ومسلم (1/153، رقم 166) . وأخرجه أيضًا: البيهقى (5/176، رقم 9615) .
نام کتاب : تهذيب الأسماء واللغات نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 2 صفحه : 119