نام کتاب : تهذيب الأسماء واللغات نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 1 صفحه : 157
وهذه طُرفة عجيبة لا تُعرف فى غيرهم، كذا قاله أبو نعيم وجماعات من الأئمة.
قالوا: عاش حسان ستين سنة فى الجاهلية وستين فى الإسلام، وتوفى بالمدينة سنة أربع وخمسين، وشاركه فى هذا حكيم بن حزام، فعاش ستين سنة فى الجاهلية وستين سنة فى الإسلام، وتوفى بالمدينة سنة أربع وخمسين، ولا يُعرف لهما ثالث فى هذا. والمراد بالإسلام من حين انتشر وشاع فى الناس، وذلك قبل هجرة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنحو ست سنين.
روى عن حسان ابنه عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب. وثبت فى الصحيح أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لحسان: أهج المشركين وروح القدس معك، يعنى جبريل، عليه السلام. وفى رواية: “اللهم أيده بروح القدس” [1] . والأحاديث الصحيحة بمعنى ما ذكرته كثيرة. قالوا: ويقال له: أبو الحسام؛ لمناضلته عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتقطيعه الكفار بشعره، وتمزيق أعراضهم.
قال العلماء: كان المشركون يهجون الصحابة والإسلام، فانتدب لهجوهم ثلاثة من الأنصار: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، رضى الله عنهم، فكان حسان وكعب يعارضانهم فى الوقائع والأيام والمآثر، ويذكران مثالبهم، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وبعبادة الأوثان، فكان قوله أهون عليهم من قول صاحبيه، فلما أسلموا وفقهوا كان قول عبد الله أشد عليهم.
وقال أبو عبيدة: أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدن حسان. ووهب له رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جارية اسمها شيرين، وهى أخت مارية، وهى أم ابنه عبد الرحمن، [1] أخرجه أحمد (5/222، رقم 21986) ، والبخارى (1/173، رقم 442) ، والنسائى فى الكبرى (6/51، رقم 10000) ، وابن حبان (4/532، رقم 1653) . وأخرجه أيضا: مسلم (4/1933، رقم 2485) .
نام کتاب : تهذيب الأسماء واللغات نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 1 صفحه : 157