كان حكيماً كاملاً وهو أفضل تلامذة أبي نصر، وله تصانيف كثيرة، وكان يشرح كتب أرسطو ويلخص تصانيف أبي نصر.
ومن كلماته: العاقل مع خشونة العيش عند العقلاء، أسر منه مع لين العيش مع السفهاء.
العاقل لا يغتر بالمرتقى السهل إذا كان المنحدر وعراً لم يعرف الحق من لم ينفصل من الباطل.
الفيلسوف بهمن يار الحكيم
كان تلميذ أبي علي، وكان مجوسي الملة، غير ماهر في كلام العرب وكان من بلاد آذربايجان. والمباحث التي لأبي علي أكثرها مسائل بهمن يار، تبحث عن غوامض المشكلات ومن تصانيف بهمن بار كتاب التحصيل، وكتاب الرتبة في المنطق وكتاب في الموسيقى ورسائل كثيرة.
ومن حكمه قوله: المال محروس والعقل حارس العقل أنيس في الغربة.
الصدق معشوق العقلاء.
إذا أصابك هم فاقمع الحزن بالحزم، وفرغ العقل للحيلة وطلب الخلاص.
اللذات العقلية شفاء لا يعقبه داء، وصحة لا يلزمها سقم من تعلم العلوم العقلية ولم يتخلق بأخلاق أربابها كان جاهلاً بحقائق العلوم.
تظهر أخلاق الحكماء على من تعلم الحكمة، كما تظهر آثار الربيع على البستان.
كل حكيم طلب زيادة على حاجته من المال فإنه علم الحكمة وليس له ذوقها.
لا تحزن بسبب أمر قد يقع، واجتهد في إزالته ودفعه، واحذر مما لم يقع ولا تحزن، واعلم أنه لا بد من المقدور.
ومات بهمن يار في شهور سنة ثمان وخمسين وأربعمائة بعد موت أبي علي بثلاثين سنة. الحكيم أبو منصور الحسين بن طاهر بن زيلة
كان أصفهاني الأصل والمولد وهو من خواص تلامذة أبي علي ومن بطانته.
و (قيل) انه كان مجوسي الملة، ولكن لم يتحقق لي ذلك.
وكان عالماً بالرياضيات، وماهراً في صناعة الموسيقى أيضاً ومن تصانيفه الاختصار من طبيعيات الشفاء وشرح رسالة حي بن يقظان وقال: الحي عبارة عن النفس الكلية، واليقظان عبارة عن العقل، لأنه أشبه بالحي من النائم. وهو قابض على النفس، وهو إشارة إلى ترتيب الموجودات نازلة مسلسلة الترتيب. وله كتاب في النفس ورسائل أخر وكان قصير العمر مات في سنة أربعين وأربعمائة بعد موت أبي علي باثنتي عشرة سنة.
ومن كلماته وأقاويله، وكان عارفاً بعلوم العرب، كاملاً في صناعة الإنشاء، قوله: لا تتفكر في الأمور المستقبلة فإنك لا تدري ما يأتيك منها وما لا يأتيك.
إذا عادى بعض أعدائك بعضاً كان في اشتغال بعضهم ببعض شاغل عنك، وإذا تنازعت القوة الشهوانية والغضبية فرغت أنت من أذيتهما لذلك قال أرسطو: أصلح الشهوانية بالغضبية والغضبية بالشهوانية وإذا أصابك شر فقل ربما يكون أردأ منه ولعل الذي كرهت من (ذلك) الأمر داع إلى ما هو خير منه.
الفقيه الحكيم أبو عبيد عبد الواحد الجوزجالي
كان من خواص أبي علي، وأحلاس مجلسه، وندمائه وخدمه، وهو الذي أعان أبا علي على جمع كتاب الشفاء، وألحق بآخر النجاة والرسالة العلائية طرفاً من العلوم الرياضية، وفسر مشكلات القانون وشرح رسالة حي بن يقظان، وصنف بالفارسية كتاب الحيوان، ومنه نسخة في الخزانة النظامية بنيسابور.
ولم يوجد في تلامذة أبي علي أقل بضاعة منه. وسمعت بعض أساتذتي أنه قال: الحكيم أبو عبيد كان في مجلس أبي علي شبه مريد لا شبه تلميذ مستفيد.
ومن كلمات أبي عبيد قوله: ثلاثة أشياء القليل منها خير من الكثير: صحبة السلطان والنساء والمال.
وقال: من الذي صحب السلطان فدامت له (منه) السلامة؟ وقال: معرفة الإنسان عجزه عن كمال معرفة الله تعالى غاية علم الإنسان، وتلك معرفة برهانية.
الوجود خير، أي وجود كان، والخير مطلوب وقال: الإنسان (يعلم) أنه لا يبقى بالشخص بل بالنوع، وبقاؤه بالتوالد، فإذا هلك له ولد فهو يجزع على انقطاع بقاء شخصه، ويعلم أن شخصه لا يبقى، وإنما يبقى نوعه بالتوالد والتناسل، ولذلك قيل لا حزن أعظم من حزن هلاك الولد، لأنه متيقن بهلاك شخصه، ويتخيل بقاء جزء منه وهو الولد.
الإنسان حريص على طلب ما يتعذر إدراكه ويعسر.
أبو عبد الله المعصومي الحكيم
قيل هو أحمد وقيل هو محمد بن أحمد. كان أفضل تلامذة أبي علي، وهو الذي صنف أبو علي باسمه كتابه في العشق وقال: سألت أسعدك الله يا أبا عبد الله الفقيه المعصومي.