responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 7  صفحه : 426
بحمدي ويقدس [1] لي وسأجعل فيها بيوتا ترفع لذكرى فيسبحني فيها خلقي وسأبوئك منها بيتا أختاره لنفسي أخصه بكرامتي وأؤثره على بيوت الأرض كلها باسمى فأسميه بيتي بعظمتي وأحوزه بحرمي وأجعله أحق البيوت كلها وأولاها بذكري وأضع في البقعة التي اخترت لنفسي فإني اخترت مكانه يوم خلقت السموات والأرض قبل ذلك قد كان بغيتي فهو صفوتي من البيوت ولست أسكنه وليس ينبغي لي أن أسكن البيوت ولا ينبغي لها أن تحملني أجعل ذلك البيت لك ولمن بعدك حرما وامنا أحرم بحرمه ما فوقه وما تحته وما حوله فمن حرمه بحرمتي فقد عظم حرمتي ومن أحله فقد أباح حرمتي ومن أمن أهله استوجب بذلك أماني ومن أخافهم فقد أخفرني في ذمتي ومن عظم شأنه فقد عظم في عيني ومن تهاون به فقد صغر عندي ولكل ملك حيازة وبطن مكة حوزتي التي حزت لنفسي دون خلقي فأنا الله ذو بكة أهلها خيرتي وجيران بيتي وعمارها وزوارها وفدي وأضيافي وفي كنفي وضماني وذمتي وجواري أجعله أول بيت وضع للناس وأعمره بأهل السماء وأهل الأرض يأتونه أفواجا شعثا غبرا على كل ضامر يأتون [2] من كل فج عميق يعجون بالتكبير عجيجا ويرجون بالتلبية رجيجا فمن اعتمره لا يريد غيري فقد زارني وضافني ووفد إلي ونزل بي فحق لي أن أتحفه بكرامتي وحق للكريم أن يكرم وفده وأضيافه وزواره وأن يسعف كل واحد منهم بحاجته تعمره يا ادم ما كنت حيا ثم يعمره من بعدك الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن ونبيا بعد نبي حتى ينتهي ذلك إلى نبي من ولدك يقال له محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو خاتم النبيين فأجعله من عماره وسكانه وحماته وولاته وحجابه وسقاته يكون أمني عليه ما كان حيا فإذا انقلب إلي وجدني قد دخرت من أجله وفضيلته ما يتمكن به من القربة إلي والوسيلة عندي وأفضل المنازل في دار المقامة وأجعل اسم ذلك البيت وذكره وشرفه ومجده وسناه ومكرمته لنبي من ولدك يكون قبل هذا النبي وهو أبوه يقال له إبراهيم أرفع له قواعده واقضي على يديه عمارته وأنيط له سقايته وأريه حله وحرمه ومواقعه وأعلمه مشاعره ومناسكه وأجعله أمة واحدا قانتا قائما بأمري داعيا إلى سبيلي أجتبيه وأهديه إلى صراط مستقيم أبتليه فيصبر وأعافيه فيشكر وامره فيفعل وينذر لي فيفي ويعدني فينجز أستجيب

[1] الطبري: ويقدسني
[2] بالاصل وم " يأتين "
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 7  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست